الخميس، 19 يناير 2012

كتاب شفاء الحب من زوايا أخرى


المثلية هي تحديد وراثي  و ليست جيناً وراثياً مسلماًً يفرض علينا سلوك معين.

المثليه هي قضية يمكن أن توضع في إطارات متعددة ,إلا أن واقع هذه الاطارات يختلف من طبقة لطبقة أخري في المجتمع البشري .

فمثلاً بالنسبة لمتقبلي مثليتهم فهي أسلوب حياة لا يختلف بأي شكل عن أسلوب الحياة الغيري .

وبالنسبة لفئة أخري  متعصبة من المثليين المدافعين عن المثلية هي أسلوب راقي ,بل وصلت أحياناً لنعمة من الله عز وجل *أستغفر الله* ..........

وكإيجازاً في إقتباسي من كتاب شفاء الحب لأوسم وصفي فإنني سأتوقف ها هنا لأسرد عدة جوانب قد أتصلت بهذا الأقتباس الموجز .

أولاً تناقض الكتاب في كثير من الجوانب فأوسم يحاول أن يتقرب من المجتمع الرافض للمثلية أو علي الاقل يحاول الا يثير غضبه فيقول أن المثلية هي مرض نفسي أو حرفياً بقوله ((إضطراب نفسي تطوري )) وهو الواقع فهي بالفعل إضطراب ,أو علي الاحري عدم تطور ميل جنسي ,إلا أنه ومن قبلها يحاول أن يسترضي الجانب المثلي فيقول أن المثلية قابلة للعلاج بأسلوب بالغ الصعوبة وأن المثلي هو مواطن له حقوقه وعليه واجباته وأنه إنسان حر * لديه حرية إختيار طريقه * ويقصد هنا أنه إن أراد أن يجرب هذا الاسلوب بالغ الصعوبة للعلاج فهو مرحب به وإن لم يفعل فله حرية ممارساته وطالما لا يفرض المثلية كقضية ذات جلل فهو يستحق  الاحترام .

ثم يأتي في فصل الخروج أخر فصول الكتاب وهو يسرد أسلوبه بالغ الصعوبة في علاج المثلية فيقول أن القرار الصادق هو أول الخطوات للخروج منها علي أن يكون القرار علي حد قوله لثلاث أسباب :

1_ الروحانية والتقييد بالجانب الديني الرافض للمثلية وأن نتخذ الله عز وجل ككبير نتمسك به ((ونعم بالله)) .

2_ النظر للمثلية علي أنها رزيلة وشئ مخالف للطبيعة كما أنها خلق غير قويم ,وأنها قرميطة تزول من بنيان المجتمع لتحطيمه وتمزيقه .

دعونا نتناول الثانية حيث أن الثالثة ألا وهي الرغبة في تكوين أسرة طبيعية قد لا يتصل بما نصبو إليه في حديثنا هذا .

إن الثانية التي طرحها أوسم إنما تتعارض مع قوله أن المثلية مقبولة طالما المثلي متقبل لها ,أو علي حد قوله حرفياً إن المثلي حر وله الاحترام إن هو تقبل مثليته كما ذكرنا سابقاً , ............

فالسؤال هنا ........ كيف يتقبل أوسم المثلية ويحرر يد المثلي رغم أنه يراها في ثاني عناصر القرار رزيلة وخلق غير قويم ...... إلخ ؟...............

نحن لا نقبلل الخلق المنحرف ولا نرضي بتمزيق شمل المجتمع فإما ألا يتقبل أوسم المثليه ويضع يده علي جانب الرفض ساعياً للتخلص منها علي أنها خلق فاسد وإنهيار أجتماعي أو أن يتقبلها ويراها أسلوب حياة لا ضرر منه ,وإن المثلي محترم إنسانياً له حقوقه علي ألا يفرض مثليته علي المجتمع وعلي ألا يضر غيره * والواقع من وجهة نظره أن المثلي لا يضر سوي نفسه * ..

إذا ويناءً علي إطلاقه حرية المثليه وحكمة ببراءة المثلي المتقبل لمثليته ,فإنه يجب ألا يهين المثلية بإعتبارته السابقة لها ,............ إذا نعود لنقطة أساسية ألا وهي مدي التناقض عند أوسم ,إما أنه تناقض نفسي في روح أوسم نتج عن تعلقه بمرضاه ,وأن فترات طويلة قضاها في علاجهم جعله يتعاطف معهم حتي صار متعاطف مع مرضهم *مثليتهم* فكون هذا جداراً من التشوش علي عقلية شرق أوسطية كعقلية أوسم جعلته غير مدرك لا وعياً لتناقضه ما بين رضوخه لعقليته الشرقية *ولا أقصد إهانة البتة وإنما أقصد مكونات عقلية تمتاز بها الشخصية العربية والشرقية الإسلامية * ,وما بين تعاطفه مع مرضاه الذي تحول لتعاطف مع المثلية فأصبح هناك جانب منه لا يريد أن يحارب المرض ولكن جانب ضعيف متعمق في اللاوعي ,وكلها آراء شخصية ,أو لربما يكون وكما أستطردنا سابقاً مجرد محاولة منه أن يجذب الطرفين *المثلية* والغيرية الرافضة للمثلية عن طريق نيل رضا كلاهما ,وهو أسلوب أظنه واهي إلا أنه يعتبر من وجهة نظري تفسير منطقي للغاية وهو عنصر ساد الكتاب .

ثانياً الاختلال الادبي في الكتاب ,طبعاً لان الكاتب هو طبيب إعتاد الاسلوب السردي العقيم نظراً لدراسته الطبية جاء الكتاب علي هذه الشاكلة ,وهو غير خلاق بالمرة بل يعتبر ميدان لطرح أفكار آخرين وليس حتي لابراز إبتكار جديد من قبل أوسم علي الاطلاق .

كنت لاكتب خيرا منه لو عندي نفس الارضية العلمية التي يمتلكها اوسم *والذي هو شخصية علمية بحته ,مدركة لما تتحدث عنه لكن بشئ من التشتت غير المدروك * .

فهو لم يضف أي جديد ؟,طرح أفكار من ميادين متعددة تاركاً الحبل علي غاربه للقارئ ليحدد رآيه علي أنه في الاصل لا يوصل للقارئ  سوي عدة أراء مختلفة يجبر القارئ عليها بأسلوب ماكر :

فللقارئ المثلي هو يعطيه دفعة لاستكمال موكب مثليته رغم أن أوسم ومع ذلك شوشه قليلاً في إعتبارته عن المثلية فيما بعد فالمثلي حينها كالملك الذي قرر أن يستكمل موكبه عاري تماماً ولكن الملك أستكمل موكبه لانه مضطر لكن المثلي يستكمل موكبه لان أوسم أطلق يديه .

أما القارئ الغيري الذي لا يحمل ضغينه للمثليه فهو يوصل له ذلك المفهوم أن المثلية مقبولة بالشروط المسروده أعلاه ,ومن ثم يشوشه كذلك بما يآتي فيما بعد ولأن الغيري الذي لا يحمل ضغينة للمثلية هو في الواقع لا يتخيل ما يحدث عاطفياً أو جنسياً بين المثليين ,كما أنا مثلاً كمثلي ذكر لا أحمل ضغينة للسحاقيات ولكني اتقزز من فكرة العاطفة او الجنس بينهم وهذا ماهو سوي شعور لا يضغط علي سلوكي ولا يدفعني عدوانياً بأي شكل من الاشكال ضدهم , ولكن كذلك الغيري المذكور فعندما يقرأ كتاب أوسم فإنه يستقبل تلك الرسالة التي تدعم هذا التقزز لديه فتثير فيه الضغينة لانه يؤمن الان ان المثلي قادر علي أن يتغير لربما باسلوب بالغ الصعوبة حقاً ولكن لديه الطريق للتغير وهو في الواقع كغيري لا يشعر بصعوبة الامر فهو لا يآبه سوي لرغبته في أن يري المثلي غيري مثله .

ثم الرسالة الثالة التي يبعثها للغيري الذي بغض المثلية والذي يحمل في صدره ضغائن عدة ضد المثلية ,فهو يثير برسالته إليه غضبه عليه *أقصد هنا علي الكاتب* لانه في جزء من الكتاب ينحاز للمثليين ,وان كان لا ينحاز للمثلية ,ثم يزيد كراهية الغيري ضد المثليين ,ولربما يصنع جيل من الارهاب والمتعقبين .

هنا نعود لنقطة أساسية أخري وهي تشوش الرسائل الصادرة عن الكتاب ,وهل تقصد  ان يوصل رسائل متعددة لعناصر متعددة أم أن هذا نابع حقيقتاً من تشوش أوسم فقط ؟؟؟؟؟............

ثم أحبُ أن أطرح كذلك التعليق الذي أثارني عن الكتاب والذي قرأته في أحد المنتديات علي شبكة الويب من تلك التي تناولت كتاب شفاء الحب , إن التعليق العام المشترك بينها جميعا كان التغزل في الكتاب واصفاً إياه بالجرأة والشجاعة والندرة وغرابة الاسلوب .

طبعاً للكل حق التعبير لكن أراني أجده تعليق مبالغ فيه فأسلوب الكاتب كما ذكرنا أعلاه غير مبتكر ولا مجدد وإنما أسلوب سرد نظريات لآخرين دون التعمق في شئ أكتشفه اوسم بنفسه ,إلا قلما كان شئ قد لاحظه من عوامل مشتركة بين المثليين المتعالجون عنده وفي الواقع هي ملاحظات تميز المثلي الشرقي وقد ققرآتها في ميادين من قبل أو قد لاحظتها في المجتمع المثلي ببساطة لانها جلية وواضحة ,ومن هذا المنطلق لا زال كتاب عقيم *ولا أقصد أي إهانة* .

وكذلك الحديث عن الجنس ليس بالشئ الجديد علي الادب العربي الذي تناوله كثيراً من قبل في كتب عديدة قد تجدها في كل رف من المكتبة العربية ,أما المثلية فهي موضوع دراسي ليس بالغريب عن العرب ,وهي في الجامعات والمنتديات ومجالس العلم شئ عادي .

كما أن الكتاب كما قلنا يدعو أساساً لعلاج المثلية ,إذاً الكتاب يوافق الروح الشرقية التي تحمل كامل الضغائن للمثلية والمثليين علي حد سواء ,وهو ماكان ليثير أي نوع من الجلبة أو النقد من المجتمع المحيط .

فإعلامنا مثلا كواجهة نقد هو رافض متعصب للمثليين ومثليتهم وهو في الواقع سيرحب بالكتاب أحر ترحيب وإن كان سينقد الجانب المنحاز للمثليين إلا أنه سيتغاضي عنه لان باقي الكتاب يشبع حاجة مهمة لديه من الرغبة في التخلص من المثليين ومثليتهم .

ثم تأتي قصة عماد التي يتخذها الكاتب مقدمة إفتتاحيية لكتابه والتي لا ندرك ما الهدف منها بالضبط ,هل الهدف منها مجرد قصة لجذب القارئ العربي الذي يمتاز بعشقه للقصص ؟............. ,ولكن لماذا بدأ بها من نهاياتها ؟ .من موت عماد بالإيدز *اللهم عافانا واعف عنا* والذي أشار بوضوح لسببه ألا وهو مثلية عماد الفاجرة *لربما لم يصفها كذلك ولكنه أستطرد واصفاً إياها حتي أعطاني هذا الانطباع * .

فخروج عماد بحثاً عن رجلاً يؤانس فراشه كل ليلة علي حد قول أوسم وعدم تعلقه بأحد عاطفياً ,ومن ثم وحدانيته الغريبة وإكتئابه يدعون جميعاً لهذا الانطباع الفاجر ,المقزز ,أنا أخشي أن أمارس الجنس مع احد قبل عدة شهور ربما ثلاثة إن طال الامر للحق .

ففي الواقع أنا أخشي أي شخص مرضياً وعاطفياً ,فأخشي أمراضه المنتقله جنسياً ,وأخشي علي فؤادي أن يسقط في هوة التعلق به حيث ان الجنس نافذه عظيمة لهذا التعلق وهذا كان ليكون مصيبتاه لاني لا اتعلق باحد كل يوم ولا احب واهجر كل ساعة هوه حبيب في العمر ,إذاً الجنس عندي مرحلة رابعة في العلاقة ولربما يجب ألا أسترسل في هذه النقطة حيث أن علاقاتي محدودة قي محبوبي الذي لا أعرف غيره منذ وقت طويل للغاية والذي كان بدايتي وحتي الان هو رفيقي وأرجو أن يكون نهايتي أيضاً .

إذاً فالقصة تتناول عماد الفاجر الذي أستحق نهايته لانه لا يحترم الجسد بل يمارس مع قمامة الطريق ما اراد ان يمارس ,هذا بالطبع رآيي عن عماد هذا .

ومن ثم هل بدأ بها الكاتب من منطلق تعلقه الشخصي بعماد علي حد قوله أم انه كان يصبو لهدف أخر غير ذلك .؟........

إن كان كذلك فأظنه هدف دفين يقبع خلف سطور القصة ,وخلف أسلوب أوسم في طرحها ,ولاحظ قولي خلف السطور فأنا لم أقل بينها ,لان ما بين السطور يظهر  أما سطور أوسم لا تحمل بينها شئ بل هي سطور شبه زجاجية تخبأ خلفها معاني بعيدة عن أصلها , فمثلما يقول اليهود أن التوراة لها باطن غير الظاهر ,أن التوراة كتبت بنار بيضاء علي نار سوداء  ,فما نراه من التوراة هو تلك الخطوط السوداء اما حقيقة التوارة البيضاء خفية ,وهو يشبه كثيراً قول الشيعة المسلمون عن القرآن الكريم .

طبعاً لن نسترتسل في النظريات العقائدية ولكن سنتناول فقط وجه الشبه بين قصة عماد وهذه النظريات فكلاهما متفقان في المبدأ ,فقصة عماد وإن كانت قصة عادية للقارئ العادي فهي تهدف لإرسال رسالة غير واعية للقارئ تنص علي التالي :

المثلية مقبولة , المثلية مرفوضة .هي حب وعاطفة , هي جنس وفجور ,المثلي حر ,المثلي حقير ,المثلي محترم ,المثلي معقد نفسياً , المثلية مسبب بيئي ,المثلية جوهر إنساني ,المثلية خليط إيكولوجي وراثي .لربما تخفي  هذه العناصر في  قصة عماد  كان خيراً للقارئ العادي الذي كان ليفقد جزء من عقليته إن ظل مترامياً بينها .

و في الواقع الرسالة مدروسة فهو يحاول أن يوصل كل جزئية من المذكور أعلاه للعنصر المناسب من شرائح القراء .

الغريب أني كمثلي تآثرت بقصة عماد تآثر غريب فأخذت الانطباع الفاجر عن عماد وإن كنت تعاطفت معه في البداية وقد آلمتني نهايته المآساوية .

فهنا أتعجب وأسأل سؤال حقيقي خالي من أي إتجاهات بلاغية ,راغباً فيه التقرير وإيجاد الاجابة  ألا وهو :

هل كان هدف أوسم ان يوصل لنا كمثليين جميعاً هذه الصورة عن عماد ,أم أنني أنحرفتُ فقط عن رسالته التي أختصني بها من عناصر القراء ,والتي كان يجب أن أتعاطف فيها باكياً علي عماد ؟؟؟؟؟.........

سؤال يشوشني حقاً .

ثم وبما أننا تناولنا قصة عماد فلابد أن نتناول قصة أحمد التي قد وردت في إحدي المنتديات علي لسان أوسم *القصة تناولت حكاية أحمد الذي مر بمرحلة العلاج المعقدة والقاسية واستطاع ان يتعالج من مثليته إلا أن متسلسلة علاجه جاءت غير منطقية وانتهت في أقل من عام واحد رغم ان جذور مثليته كانت معقدة فلقد تعرض لإيذاء نفسي وجنسي كبير في صغره ,كما أن ذكورته تكاد تكون معدومة وهو ما يجعل من فترة العلاج تمتد احياناً لخمس سنوات .

ثم أنه لم يطرح سوي جانب إمتناعه عن الجنس كوسيلة للعلاج متجاهلاً باقي الجوانب ,إذا فهي من حيث وسيلة الطرح القصصي أولي العوامل لهذا العلاج .

في إختصار سريع إن متسلسلة علاج أحمد كانت سريعة غير مقنعة غير مبرهن عليها .

*بالطبع وفي النهاية أنا لا أشكك في مصداقية أوسم في رواية القصص  بل اشكك في هدفه من طريقة سردها وطرحها ,إذ انه من المعروف أن الحقيقة في القصة قد تطرح وتسرد بأكثر من طريقة لتظهر بأكثر من صورة ,إذاً نعود معاً لنقطة الرسائل التي يبعثها الكتاب وصاحبه .

ونهايتاً أنا لا اهدف للمهاجمة الكتاب أو الكاتب بل أطرح وجهة نظر دون أي هدف سلبي علي الاطلاق .

هناك تعليق واحد: