السبت، 14 يناير 2012

مجتعمعي ,عقيدتي ,ونفسي



هناك كثير من الحطام ,كثير من بقايا فتيً صلب ٌ, قوي كان شامخاً يوماً تعلو وجهه بسمة ناضرة تبعث بالأمل لثناياه ,حطام أكثر من ان أكون قادراً علي جمعه وتنظيمة وأشك في قدرتي علي إعادة تشكيله ,أظنني يجب أن أتوقف عن المحاولة وأترك الموج يصحب بقاياي ويشتتها في بحر الحياة .

أظنني يجب أن أستسلم للفراغ ,للخوف ,للمجتمع ,للعقيدة ,ولمثليتي .

حسناً سأتركهم يفترسوني لستُ علي إستعداد للصراع مع أيهم مرةً أخري .

لقد أنهكوا قواي فكلما ظننتني إنتصرت علي إحداهن أو وجدت السلام والانسجام مع أخري ,وجدتني أطيح بعيداً عن النصر وأفقد سريعاً لذة الانسجام .

قبل أن أترك مجتمعي يقتصُ مني بتهمة مثليتي التي في دمي تسري وبين خلاياي تعيش ,مثليتي التي جعلتني كائناً غريباً ,مختلفاً بتشوهي عن من حولي ,تلك التي كلما تقبلتها رفضتني ,وكلما عشتُ في كنفها هجرتني .

عقيدتي التي قيدتني حتي خنقتني ,ضاق حبلها علي عنقي حتي حال دون تنفسي فقتلني .

أخبرتني أنها يسر وليست عسر ,أنها جاءت رحمتاً للعالمين ولكنها قالت لي أن طبيعتي خطأ وعاطفتي هي ذنب لا يغتفر وأن مصيري نار جهنم بئس المثوي والمصير .

وحين تجرأتُ أن أسألها لما أصبحتُ هكذا طالما هذا مخالفٌ لمنطقٌ وضع في الارض ,قالت بأن بعضنا فقط يبتلون كي يختبرون وأحياناً تقسو البلوة لقياس مدي القوة والصبر .

حسناً أنا أضعف الكائنات أنا أجزعهم علي الاطلاق إذاً لما؟؟؟.......... وإن كان فهل تدركون أن روحي تتمزق أجزاءً ,أجزاء وكل جزءٍ يغادر جسدي كغصنٍ من شوكٍ ينتزع من حلقوم .

أهذا يسر ؟ ,ألهذا غير العسر ترجمة ؟؟.

علي أن أسير منتبهاً لخطواتي أن أرتدي ما لا يبرز شخصيتي ,أن أحذر حركات يدي ,علي أن أراقب لساني وضحكتي .... فهؤلاء مثلي الجنس والمثلية ذنبٌ لا يغتفر .

علي أن أسمع في كل لحظة أن المثليين خطرٌ علي الاجتماع البشري وأنهم لا عقاب لهم سوي الحرق .

ثم علي أن أنغمس في مجتمعٍ يكرهني وأن أحاول الانسجام معه عن طريق تصنع شخصٌ يكون قشرة خارجية تخفي تحتها هذا المثلي ,وهذا لا يكفي إذ علي ان أتقبل نقض حتي هذه القشرة لأن مثليتي جزء مني يسطو حتي علي نسيج هذه القشرة فتبرز جانب مما تخفي ....... وهذا خطأ لاني لا يجب أن أظهر ..... لا يجب أن أري النور بشخصي ......... لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟.

لأني كائنٌ شاذ لا حق له في الحياة ......... لماذا ؟.... لانني أحب شيئا من الممنوع أن أحبه ,أنني أجد الراحة في كنف من لا يجب أن أكون معه .

ثم تأتي نفسي تلك التي أخشي أن أواجهها أكثر من ثلاثتهم السابقون ,رغم حبي لربي وعشقي وهيامي فيه وأني أدرك أني أبتعدتُ عنه في كل خطوة إلا أنني قد أتمكن من البكاء قليلاً فأشعر برحمته تكتنفني للحظات ,هن كاذبات فأنا واثقٌ أنهُ غاضبٌ جداً .

لكني أعتدتُ الكذب فالكذب يصنع حولي فقاعة من السلام تفصلني عن عالم يشوبه الرفض والتناقض والتشتت .

لكن في كل مرة انسج فيها تلك الفقاعة فهي حصني من مجتمعي وعقيدتي ولكنها لا تستطيع فصلي عن نفسي ,فهذه الاخيرة تظل معي لتجلد روحي ,إنها متشددة ,إنها قاسية ,إنها رافضة وبشدة ...... حتي حين أجد السلام مع عقيدتي فهي تظل تصرخ :آيها الشاذ ملعونٌ أنت .

أحاول أن أخرسها لكني أعلم مقدار قوتها فهي لا تصمت عن مكنونها أبداً .

لاتكتفي بصراخها فأحياناً أتجاهله بل تحمل خنجرها الاسود لتطعن أجزائي لتدميها فتآلمني وتثير في داخلي أحزاني .

لستُ كغيري فأنا عربيٌُ ,شرقُ أوسطيٌ ,مسلمٌ ,واسمي أحمد ,نشأتُ في كنف أسرة متدينة ليس لها سوي ربها وعقيدتها تلوذ بها .

لستُ قادر علي أن أستقيم في طريقي متقبلاً مثليتي فعروبتي منحتني ذلك اللون المميز للرجولة أو بالاحري للذكورة الذي يتحول للون المتمم له إن كنت مثلياً .

ثم عقيدتي التي ترسم أمامي طريقاً بسيطاً يختتم مثليتي ,فينتهي بجحيم أبدي ينتظرني .

ومن ثم أسرتي التي تبني علي عاتقي أحلامٌ أخشي أن تكون مثليتي أول شرارة ستشعلها فتحرقها وتسوي بها الارض رماداً .

وأنا ,أنا شخصي يفرض علي أن أستستلم بعجزي لكل هذا فأتشتت ما بين مثليتي التي أراها لولهة مصدر راحتي وسعادتي ومن ثم لولهة تدخل كل تلك التعقيدات علي لوحتي فتحولها لأخري سوداء سمجة ترعبني .

فهل سيتقبلني مجتمعي وهل سترضاني عقيدتي .؟......

حسناً اولاً نحتاج لأعادة النظر في نفسي فهل ستقبلني تلك ؟؟؟؟.

أنا أظنها قد تفعل لو أن الاخيرين فعلا كذلك .

ولكن هناك حزنٌ عميق يحفر روحي ,أظنني أضعتُ مفترق الطرق هذه المرة أظنني لاأعرف كيف أصبح سعيداً هذه المرة لم أعد قادراً علي أن أحدد أيهن سأحارب ولأيهن سأرضخ وأبثُ أحزاني وأبحث عن السلام .

أظنها أصعب لحظاتي ,فكل مرة كنت هنا ومعي درعي وسيفي وفي فؤادي حبي وشغفي وجاهزٌ لأحارب ......... لكن هذه المرة لا أعرف ماذا أحارب ,لاأعرف سوي أن ما تبقي مني قد تحطم وأن بحر شتاتي يجتذب كل ركنٍ فيه جزءاً من حطامي ,آه ,أنا أستسلم ,لا أريد أن أصارع لقد تعبت .

مهما يكن فليكن أنا أصبحتُ أضعف من أن أقاوم ,أياً كنت تعال صدقني أحمد أصبح هرم لا يقدر علي أن يرفع سبابته بوجهك فقط تعال وأفعل ما شئت ,أفترسني أو أفترسني ما عدتُ آبه .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق