الاثنين، 9 يناير 2012

المعني الأصلي للذنب


أحياناً حينما أتذكر مقولة ماركيز دو ساد  *الطبيعة تأخذ مجراها فينا* ....أفكر حقاً في معاني تلك الكلمات البسيطة .

ما الذي يعنية بالطبيعة وما هو مجراها الذي تأخذه فينا ومن نحن أصلاً المشار إليهم بضمير الجماعة *نا*..؟؟؟..

هناك شئ غامض في تلك الكلمات .

شئ يسرح بالخاطر بعيدا عن المعني السطحي الذي تعكسه الكلمات علي تلك العقول السطحية الواهية .
لا أظنه يعني ان نغوص في بحر من المعاصي نبحث عن النشوة وحسب.

ليس معناه ان نطارد رغباتنا دون وعي ..............وإن كانت حياته تعكس ذلك المعني الحيواني .

فكونه GBT  أولاً ... ثم مغتصب للعاهرات وداعر, قاتل, ومثلي الجنس .

فأنا رغم كل ذلك أستطيع أن أجد في أدبيات الماركيز دو ساد كثير من الفضائل .

فكما قال الاديب الانجليزي : *إن الكلمات لا تحمل معني إنما نحن من نلصق بها المعاني *.

فحينما أمر علي تلك المقولة الجميلة أجد ان هذا الاديب  نسي جزء مهم في مقولته تلك  .

فهو وإن يكن يتحدث عن الكلمات فهو يقصد في الواقع كل الموجودات فلا شئ في الكون له معني .

لا الالوان ولا الاصوات ولا الروائح ولا الانوار .........

كلها رسائل عصبية تترجمها لنا أجهزتنا العصبية فندرك لها معاني .

ولكن هل حقاً السماء زرقاء وهل الماء شفاف هل للزهور تلك الروائح الجميلة ؟.

هل حقاً الارض صلبة والموسيقي لها تلك الاصوات الشجية ؟؟؟.

ماذا عن السكر هل هو حقاً حلو الطعم ؟.... هل الاشكال من حولنا دائرية مثلثية ومربعة ..........إلخ؟...

كلا كل هذا ليس بحقيقة فكل ما ندركه بحواسنا ما هو إلا إستجابة من تلك الحواس لما يرسله لها جهازنا العصبي.

تخيل ذلك الجهاز الذي يتحكم في وجودنا ..... هل حقاً يستجيب للأشياء بناء علي حقيقتها ؟

كل شئ حولنا كالكلمات لا معني له إلا ما ندركه نحن ونلصقه بها .

فما هي الكلمات سوي أصوات ورموز متعارف عليها نتداولها فيما بيننا سعياً للتفاهم .

وبناءً علي نظرية النسبية تلك فأنا أري المعاصي أشياء لا معني لها ونحن من يمنحها ذلك الطابع السئ .

ما الذي يمنح الماركيز دو ساد تلك القوة الغريبة ليكمل طريقه .

أولاً الدعارة ثم المحارم ثم تسميم العاهرات الاريع وتحمل التهم بجريمة الجنس المثلي مع خادمه الاسمر ثم السجن مدي الحياة .

ورغم ذلك لا يتخلي عن مبادئه ولا يرضخ بل يظل مستميتا علي أننا يجب أن نترك الطبيعة تأخذ مجراها فينا فنتصرف علي طبيعتنا الحيوانية .

ولنلقي نظرة علي حياتنا فنحن تطورنا وارتقينا ,أرتدينا الملابس وبنيننا المنازل ..... وضعنا القوانين فحرمنا ومنعنا وحذرنا ,وأرسينا القواعد ,وأدعينا شيئاً مختلقاً يسمي الاداب ... شئ لا معني له سوي ما ألصقناه به من تناقض وتراخي وآلم وكبت .

شئ لا يسعنا إلا أن نسميه أداة تنكر .

أداة تمنح وتسلب بناءً علي نظريات كاذبة مختلقة .

لما نعترف بالحب بين ذكر وأنثي ونجعله غاية الجمال حتي أننا نمنحه لون يشبه لون الكمال .

وكما قال قباني :

الحبُ في الارض نوعٌ من تخيلنا .................لو لم نجده عليها لأخترعناهُ

وإن جاء للحق فلقد أخترعناهُ لانه لا يزيد عن نوع من تخيلنا ,فالحب عبارة عن نظرية مترجمة منقحة عن الرغبة الحيوانية في الافتراس فهو الجنس والشغف والسادية والمثلية *المثالية*.

ولكن بترجمة جديدة من صنعنا تسمي الحب .

شئ علي قافية ما نسجه البشر ويجعلهم ملائكة فاضلة .

ملائكة لا تمسها الخطايا أو ما يطلقون عليه ذلك المسمي .

ولكن رغم ذلك نجدهم يهدمون ذلك النسيج الذي كاد يكتمل ويتخذ هيئة المثالية فسرعان ما بنتهكوه بإنتهاك حرمة الجسد ويدعو أن الشفاة علي الشفاة والجلد علي الجلد والايدي تتجول بين أركان الجسد .

ثم العيون السكيرة في ذلك العالم الغريب من وجودنا البشري .

كل ذلك الانتهاك الحيواني يدعون أنه ترجمة للشوق الذي هو ضلع من الحب .

هيهات من يخدعون . هل نترجم كلمة man  بقولنا أمرأة أو rose  بقولنا حشيشة .

لستُ أقول أنه لخطأ أن نستحي تلك الحرمة المقدسة ,وأنه من الممنوع اختراق كعبة الجسد السامية فما هو المعني الاصلي للخطأ إذاً؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟..............

حقيقتا ًلا خطأ لانه لا صواب فنحنُ كما قلنا نمنح الكلمات معانيها .

إلا أنني لا اريد أقنعة كاذبة مزيفة,لاأريد سوي الحقيقة المجردة والمعاني العارية والفضائل المستباحة .

أريدنا عراة أمام مرايا الطبيعة نطلق العنان لوحوش تتمكن من اجسادنا وتحتل أرواحنا .

عندها فقط سنعود لطبيعتنا ونهنأ بمعيشتنا .

فقط حينها سندرك المعني الاصلي لكل ما حولنا دون تشويش علي أجهزتنا العصبية .

كي تنقل لنا حقائق صافية شفافة وحتي إن كانت بلا معني فلا مشكلة لانها ستكون الحقيقة أن لا معني لكل معني .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق