السبت، 28 يناير 2012

عقدة الزمن


أخشي أن يمر الزمن وأنا نفس الشخص ....... لا أجد أجنحة تنبت علي كتفي ولا خياشيم تتفتح خلف اذني ...... أخشي أن أبقي أحمق طول عمري ........ أخشي دقات الساعات وتقاويم الاعوام فهي تخبرني أن الزمن يمضي وأنا لازلت في سكوني لا أتحرك ........ لا أدري ماذا أريد ولكني فقط أدري أني لا أريد أن يمضي الزمن وأنا علي حالي لا أتبدل........... فقط عمري يزداد وملامحي تتجعد ,فقط أنا أهرم وأمسي طلل

الخميس، 26 يناير 2012

رفات ذكر




تجرح فؤادي بثلــــمِ ......................... أما كفاك تألمــــــي
وفقدي فيك رجولتــي..........................وكرامتي وتنعمـــي
أني أضجعت بشقوتي.........................علي فراشي الاقـــدمِ
وجعي يصوغ اهانتي..........................ولساني عاجز ابكــمِ
عجبٌ عجابٌ سـيـدي...........................أدم يهيمُ بــــــــــــأدمِ
قصة غرامٍ للــــوري .......................... تحكي بفاهٍ واجــــــمِ

الثلاثاء، 24 يناير 2012

للحب آجور



إنه يقف عارياً امام مرآة عريض تعكس أمامه صورة فتي أشقر الملامح ,أخضر العينين له جسد نحيل ,متناسق ,ينسدل إلي جذع منتصب كغصنٍ من شجرة صفصاف في ربيعها الاول .


يهم مرتدياً قميصه الاسود ,يرفع بنطاله الجنز الازرق ,ويعود لينظر للمرآة ,حيث رجلٌ يرقد علي فراشٍ وثير,يتوسد يمناه ,ويحمل سيجارته بيسراه ,ينظر للاعلي وينفث دخانها في نشوة المسترخي الغارق في هدوءه .
إنه لا ينظر إليه ,.........إن الفتي يفكر.......... ,هو لم يعد يشعر بوجوده ,إنه يحسد السيجارة التي تزور شفتاه في هذه اللحظة ,.................إنه يغار من ذلك الدخان الذي يعلو كيانه فلطالما أحب ان يكون هناك .


وماذا عن تلك البقع الزرقاء المنتشرة علي رقبته ,يميل رأسه قليلاً ويلمس تلك البقع بيده متأملاً إياها ,إنها تظهر دائماً بعد أن يفارق فراش ذلك الرجل ,تري لماذا تظهر كل مرة ؟.........إنه يضطجع مع كثيرين غيره ولكن فقط فراش ذلك الرجل يخلف علي جسده تلك البقع الزرقاء المخيفة ,يلتف وشاحه البرتقالي علي رقبته ليخفيها , ثم يرتدي معطفه الاسود ويدور برأسه باحثا عن شئ أخر لا يجده........... أين هو ؟....... ,إنه يفكر .... آه لقد تذكر........... لقد نزعه حازم من أذنه وألقاه بجوار الفراش حينما كانوا هناك .
ينحني ليلتقط قرطه من الارض ثم يعود وينظر للمرآة كي يضعه في حلمة أذنه اليسري ,دقائق يضبط فيها ثيابه ,ثم ينعطف نحو الرجل الراقد هناك ويبتسم :


هلا أوصلتني عزيزي ......
,هناك برود يلتف جسد ذلك الرجل وهو يرفعه من علي فراشه وينصبه علي الارض رافعاً سرواله الابيض ,....................يقترب من الفتي وسيجارته ما تزال في فمه........... تكاد تفني بالكامل ,ألقاها علي الارض ونفث دخانها في وجهه ثم مال علي شفتيه وغلفهما بشفتيه ,أغمض الفتي عينيه وشعر بلسان الرجل يغزو فمه ,دمعة رقيقة أنسدلت من جفنه الايسر ,إلا أنه سارع وجففها بكمه .


ثم وكزالرجل برقة وقال :عزيزي هيا بنا ........... 
بسمة باردة تمر علي  فم الفتي قبل أن يهم بالخروج من باب الغرفة ,فيسرع الرجل ليمسكه من يده ويسير بجواره ,.........................


هناك حديث مبهج يدور بينهما,يثير البسمات علي أجواءهما ,حديث قادهما إلي باب الشقة الخشبي ,هناك حيث زاحم الرجل فتاه في الزاوية الصغيرة بين الباب والجدار وقال له في نشوة غامرة بعيون سكيرة أريد قبلة من فمك المعسول 
- لقد أخذت كفايتك اليوم ..... أما لي أن أحصل علي ما لي ؟


- فقط قبلة واحدة من تلك الفرنسية التي تجيدها يا عمري , ....... ستأخذ ورقة بمائة زيادة عن آجرك لليوم .... إذ  أنت أعطيتنيها .
- لا أريد                          - أجعلها مائتان 


- حازم  ............. أعطيني مالي وأتركني أذهب 
- حسناً لا تمتعض هاهي ستمائة ...


- أجري أربعمائة فقط وأنت تدرك ذلك ...........(قالها الفتي في ضيق).
- المئتان ثمن القبلة التي حرمتني منها .


تبسم الفتي وقطف المال بهدوء من يد حازم ووضعه في جيبه ,ثم فتح الباب وهم بالخروج ,لكنه عاد خطوة وحضن حازم بقوة وهجم علي شفتاه بشغف ,ووكزه إلي الجدار وضغط علي جسده في نشوة أطلقت ما في جسد حازم من ثورة هائجة عصفت بكلاهما ,فأنطلقت أيدي حازم في كل أنحاء الفتي ,ولكن فجأة أنسل الفتي من بين يدي حازم وهرب من هناك ,
لحظات وشعر حازم بنفسه وحيداً في ضوء شقته الخافت وقد أنغلق بابها خلف ذاك الفتي المعسول المذاق , قهقه حازم ودار حول نفسه متنشقا بقايا عطره في الجو وثم توقف أمام السوفا البنية ,اللامعه هناك ونظر لكتاب مكتوبٌ عليه * شفاء الحب * .....


ومن بين صفحاته اخرج قصاصه صغيرة مكتوبٌ عليها * أول خطوة في العلاج هي الامتناع * ......... فنظر في المرآة فوق السوفا وتبسم ملقياً الورقة علي الأرض ,
أما هناك في الشارع الخالي الغارق في برودة أجواء الليل القارصة مضي الفتي مكدساً يديه في جيوبه وعلي خديه دموع قد تحولت لبلورات صغيرات متجمدات تبرق تحت اشعة قمر وحيد في سماء خالية من النجوم,.........خطوات قبل أن يلحظ رجلاً يبدو عليه ضعف الحال فوقف بجانبه وأخرج تلك النقود التي اعطاها له حازم ومدها للرجل تعجب الرجل لولهة ثم أخذ منه المال ,فمضي الفتي في طريقه ,..........................نادي عليه الرجل :لكن هذا كثيرٌ يا ولدي ,فنظر إليه الفتي متبسماً و دموعه ما تزال علي خديه وقال : 


لقد أخذت اليوم كفايتي من الدنيا .......... لاأريد شيئاً أخر ,ومن ثم مضي في طريقه ما بين بسمة خافتة ودمعة مترقرقة .


السبت، 21 يناير 2012

ما بين الاه واللذه (الحلقة السادسة )


ضوء خافت ينبثق من لهب شمعات هادئات ,منثورات علي أطراف الحجرة الغارقة في غموض الظلمات التي لم تغزوها خافتات الشمعات ,والفتي المكلوم الفؤاد يقف في وسطها بقميصٍ أحمرٍ فضفاض قد كدسه في بنطاله الأسود الحريري ,وقد أسدل ازرار قميصه كاشفاً عن صدره الفسيح ,يحمل وردة حمراء بلون قميصه الدامي ,................................يبدو من ملامحه انه ينتظر شيئاً ما .
هذه البسمة التي علي وجهه توحي بأنه اطال الانتظار ,فالبسمة كالزهور إن أطلنا عنها الغياب ولم نروها ذبلت وضاع عبيرها ,كذلك هي بسمته كادت تذبل ويضيع شجاها ,لكن هناك ندي جميل يتساقط علي مشاعر الفتي ,ندي يبقيها مورقة ويحفظ شجاها أبداً .
عينيه اللامعتان تترقبان مقبض الباب بفارغ الصبر ,حالما شعر به يتحرك أرتعد جسده ,رآه يدور فدق فؤاده ,ثم رآه ينبسط ولهة فولهة فكأن بسمته غمرها فيض نهر الاردن ,وغطاها فيض طمي النيل ,تجددت عبراتها علي خديه وملأ الاجواء عبير شجاها .
هناك رجلٌ يدخل ,يحمل حقيبة في يده ... يغلق الباب ........يدور متنشقاً عبير عطر بسمة الفتي في الجو ........ومن ثم ينظر إليه ..... تتسع بسمة الفتي حتي تكاد تفلق خديه وتظل تتسع وتتسع حتي تسع الكون .
يفتح الرجل ذراعيه علي مصراعيهما ويقترب ,حتي يتلاقا الاثنان ,تحيط يديه جزع الفتي ويحيطه كذا الفتي ,وردته لا تزال في يده ,إلا أن الكف الاخري مبسوطة علي ظهر الرجل وعينيه مغلقتان .........يأخذ نفس عميق كأنه يستعد للغطس بين ضلوع ذلك الرجل ...................... مضي وقت لم يكن فيه علي جسد الاثنان سوي بعضهما البعض ,دقائق من التوحد الجسدي والانسجام الروحي ,دقائق تنطفئ فيها وحدها اشواق العاشقين ,وتتولد بدلاً من لهيب ذاك الشوق لذة من حنين ,تتدفق فيها مياه الهوي لمصباتها في الجسد الاخر ومعها تنساب عواطف صادقة قد لا تجد بسوي ذلك المسري الرقيق مخرجاً من القلب العاشق ,هي دقائق تترك بعدها المحبين عراة الجسد والروح ,شفافي الصدور ,فياضي المشاعر .
فهي تنقي فيهم هواهم ,وتكشف عن ثنايا تبعث لروحيهما ثناء من هدوء وسلام ,فيضجع العاشق العاري بجوار معشوقه الهائم ,فكانما روحه غادرت جسده ,لا حركة ,لا صوت , لا همس ,لم تمت روحه فيه بل في الواقع ولدت فيها الحياة وهي تحتاج لتلك الدقائق من الاسترخاء لتنعم بصفاء بداية الميلاد .
هكذا أضجع الفتي علي فراشه يحملق في السقف ويبدو ضائعا"ً في عالماً أخر ,عالم من السكينة والسلام ,تحت قدميه يضجع ذلك الرجل العاري ,يراقب عيون الفتي التي لا ترجف ولا تأفل .
فتبسم وحمل قدمه ووضعها علي صدره ثم رفعها وقبلها ثم أخرج لسانه ولمس به كاحلها ,فنظر إليه الفتي وتبسم قائلاً :أما تخجل من تقبيلك قدمي ؟ ..
الرجل : كلا .........
فزادت بسمة الفتي .
ثم فجأة أحس بالبرد يصفعه ,ثم أرتجف ونظر حوله إن لهب الشموع يهتز , البرد يزداد ,الريح قادمة بقوة لتضربه بقسوتها المعتادة إنه يشعر بها , إنها آتية من يساره ,هاهي قادمة ,وضع يده علي خده الايسر في وضع الدفاع إنه خائف للغاية جسده يرتجف بقوة ,الرياح الباردة تصفعه علي يسراه فتهتز لها ركائنه , عاد يفتح عينيه ,ويخرج من وضعية الدفاع ,فكان كل شئ مختلف .
ليس الفراش الاحمر الناعم الوثير ,ليس ضوء الشموع الخافت الرومانسي الوقع علي ظلمات غرفة دافئة ,ليست عطور الشموع ما ينتشر في الجو ,وليس طيب أنفاس ذلك المحبوب الذي كان ,كل شئ أصبح مختلف ,فأول ما راود ذهن الفتي المسكين : أين أنا ؟؟....؟؟....؟؟ .

الخميس، 19 يناير 2012

كتاب شفاء الحب من زوايا أخرى


المثلية هي تحديد وراثي  و ليست جيناً وراثياً مسلماًً يفرض علينا سلوك معين.

المثليه هي قضية يمكن أن توضع في إطارات متعددة ,إلا أن واقع هذه الاطارات يختلف من طبقة لطبقة أخري في المجتمع البشري .

فمثلاً بالنسبة لمتقبلي مثليتهم فهي أسلوب حياة لا يختلف بأي شكل عن أسلوب الحياة الغيري .

وبالنسبة لفئة أخري  متعصبة من المثليين المدافعين عن المثلية هي أسلوب راقي ,بل وصلت أحياناً لنعمة من الله عز وجل *أستغفر الله* ..........

وكإيجازاً في إقتباسي من كتاب شفاء الحب لأوسم وصفي فإنني سأتوقف ها هنا لأسرد عدة جوانب قد أتصلت بهذا الأقتباس الموجز .

أولاً تناقض الكتاب في كثير من الجوانب فأوسم يحاول أن يتقرب من المجتمع الرافض للمثلية أو علي الاقل يحاول الا يثير غضبه فيقول أن المثلية هي مرض نفسي أو حرفياً بقوله ((إضطراب نفسي تطوري )) وهو الواقع فهي بالفعل إضطراب ,أو علي الاحري عدم تطور ميل جنسي ,إلا أنه ومن قبلها يحاول أن يسترضي الجانب المثلي فيقول أن المثلية قابلة للعلاج بأسلوب بالغ الصعوبة وأن المثلي هو مواطن له حقوقه وعليه واجباته وأنه إنسان حر * لديه حرية إختيار طريقه * ويقصد هنا أنه إن أراد أن يجرب هذا الاسلوب بالغ الصعوبة للعلاج فهو مرحب به وإن لم يفعل فله حرية ممارساته وطالما لا يفرض المثلية كقضية ذات جلل فهو يستحق  الاحترام .

ثم يأتي في فصل الخروج أخر فصول الكتاب وهو يسرد أسلوبه بالغ الصعوبة في علاج المثلية فيقول أن القرار الصادق هو أول الخطوات للخروج منها علي أن يكون القرار علي حد قوله لثلاث أسباب :

1_ الروحانية والتقييد بالجانب الديني الرافض للمثلية وأن نتخذ الله عز وجل ككبير نتمسك به ((ونعم بالله)) .

2_ النظر للمثلية علي أنها رزيلة وشئ مخالف للطبيعة كما أنها خلق غير قويم ,وأنها قرميطة تزول من بنيان المجتمع لتحطيمه وتمزيقه .

دعونا نتناول الثانية حيث أن الثالثة ألا وهي الرغبة في تكوين أسرة طبيعية قد لا يتصل بما نصبو إليه في حديثنا هذا .

إن الثانية التي طرحها أوسم إنما تتعارض مع قوله أن المثلية مقبولة طالما المثلي متقبل لها ,أو علي حد قوله حرفياً إن المثلي حر وله الاحترام إن هو تقبل مثليته كما ذكرنا سابقاً , ............

فالسؤال هنا ........ كيف يتقبل أوسم المثلية ويحرر يد المثلي رغم أنه يراها في ثاني عناصر القرار رزيلة وخلق غير قويم ...... إلخ ؟...............

نحن لا نقبلل الخلق المنحرف ولا نرضي بتمزيق شمل المجتمع فإما ألا يتقبل أوسم المثليه ويضع يده علي جانب الرفض ساعياً للتخلص منها علي أنها خلق فاسد وإنهيار أجتماعي أو أن يتقبلها ويراها أسلوب حياة لا ضرر منه ,وإن المثلي محترم إنسانياً له حقوقه علي ألا يفرض مثليته علي المجتمع وعلي ألا يضر غيره * والواقع من وجهة نظره أن المثلي لا يضر سوي نفسه * ..

إذا ويناءً علي إطلاقه حرية المثليه وحكمة ببراءة المثلي المتقبل لمثليته ,فإنه يجب ألا يهين المثلية بإعتبارته السابقة لها ,............ إذا نعود لنقطة أساسية ألا وهي مدي التناقض عند أوسم ,إما أنه تناقض نفسي في روح أوسم نتج عن تعلقه بمرضاه ,وأن فترات طويلة قضاها في علاجهم جعله يتعاطف معهم حتي صار متعاطف مع مرضهم *مثليتهم* فكون هذا جداراً من التشوش علي عقلية شرق أوسطية كعقلية أوسم جعلته غير مدرك لا وعياً لتناقضه ما بين رضوخه لعقليته الشرقية *ولا أقصد إهانة البتة وإنما أقصد مكونات عقلية تمتاز بها الشخصية العربية والشرقية الإسلامية * ,وما بين تعاطفه مع مرضاه الذي تحول لتعاطف مع المثلية فأصبح هناك جانب منه لا يريد أن يحارب المرض ولكن جانب ضعيف متعمق في اللاوعي ,وكلها آراء شخصية ,أو لربما يكون وكما أستطردنا سابقاً مجرد محاولة منه أن يجذب الطرفين *المثلية* والغيرية الرافضة للمثلية عن طريق نيل رضا كلاهما ,وهو أسلوب أظنه واهي إلا أنه يعتبر من وجهة نظري تفسير منطقي للغاية وهو عنصر ساد الكتاب .

ثانياً الاختلال الادبي في الكتاب ,طبعاً لان الكاتب هو طبيب إعتاد الاسلوب السردي العقيم نظراً لدراسته الطبية جاء الكتاب علي هذه الشاكلة ,وهو غير خلاق بالمرة بل يعتبر ميدان لطرح أفكار آخرين وليس حتي لابراز إبتكار جديد من قبل أوسم علي الاطلاق .

كنت لاكتب خيرا منه لو عندي نفس الارضية العلمية التي يمتلكها اوسم *والذي هو شخصية علمية بحته ,مدركة لما تتحدث عنه لكن بشئ من التشتت غير المدروك * .

فهو لم يضف أي جديد ؟,طرح أفكار من ميادين متعددة تاركاً الحبل علي غاربه للقارئ ليحدد رآيه علي أنه في الاصل لا يوصل للقارئ  سوي عدة أراء مختلفة يجبر القارئ عليها بأسلوب ماكر :

فللقارئ المثلي هو يعطيه دفعة لاستكمال موكب مثليته رغم أن أوسم ومع ذلك شوشه قليلاً في إعتبارته عن المثلية فيما بعد فالمثلي حينها كالملك الذي قرر أن يستكمل موكبه عاري تماماً ولكن الملك أستكمل موكبه لانه مضطر لكن المثلي يستكمل موكبه لان أوسم أطلق يديه .

أما القارئ الغيري الذي لا يحمل ضغينه للمثليه فهو يوصل له ذلك المفهوم أن المثلية مقبولة بالشروط المسروده أعلاه ,ومن ثم يشوشه كذلك بما يآتي فيما بعد ولأن الغيري الذي لا يحمل ضغينة للمثلية هو في الواقع لا يتخيل ما يحدث عاطفياً أو جنسياً بين المثليين ,كما أنا مثلاً كمثلي ذكر لا أحمل ضغينة للسحاقيات ولكني اتقزز من فكرة العاطفة او الجنس بينهم وهذا ماهو سوي شعور لا يضغط علي سلوكي ولا يدفعني عدوانياً بأي شكل من الاشكال ضدهم , ولكن كذلك الغيري المذكور فعندما يقرأ كتاب أوسم فإنه يستقبل تلك الرسالة التي تدعم هذا التقزز لديه فتثير فيه الضغينة لانه يؤمن الان ان المثلي قادر علي أن يتغير لربما باسلوب بالغ الصعوبة حقاً ولكن لديه الطريق للتغير وهو في الواقع كغيري لا يشعر بصعوبة الامر فهو لا يآبه سوي لرغبته في أن يري المثلي غيري مثله .

ثم الرسالة الثالة التي يبعثها للغيري الذي بغض المثلية والذي يحمل في صدره ضغائن عدة ضد المثلية ,فهو يثير برسالته إليه غضبه عليه *أقصد هنا علي الكاتب* لانه في جزء من الكتاب ينحاز للمثليين ,وان كان لا ينحاز للمثلية ,ثم يزيد كراهية الغيري ضد المثليين ,ولربما يصنع جيل من الارهاب والمتعقبين .

هنا نعود لنقطة أساسية أخري وهي تشوش الرسائل الصادرة عن الكتاب ,وهل تقصد  ان يوصل رسائل متعددة لعناصر متعددة أم أن هذا نابع حقيقتاً من تشوش أوسم فقط ؟؟؟؟؟............

ثم أحبُ أن أطرح كذلك التعليق الذي أثارني عن الكتاب والذي قرأته في أحد المنتديات علي شبكة الويب من تلك التي تناولت كتاب شفاء الحب , إن التعليق العام المشترك بينها جميعا كان التغزل في الكتاب واصفاً إياه بالجرأة والشجاعة والندرة وغرابة الاسلوب .

طبعاً للكل حق التعبير لكن أراني أجده تعليق مبالغ فيه فأسلوب الكاتب كما ذكرنا أعلاه غير مبتكر ولا مجدد وإنما أسلوب سرد نظريات لآخرين دون التعمق في شئ أكتشفه اوسم بنفسه ,إلا قلما كان شئ قد لاحظه من عوامل مشتركة بين المثليين المتعالجون عنده وفي الواقع هي ملاحظات تميز المثلي الشرقي وقد ققرآتها في ميادين من قبل أو قد لاحظتها في المجتمع المثلي ببساطة لانها جلية وواضحة ,ومن هذا المنطلق لا زال كتاب عقيم *ولا أقصد أي إهانة* .

وكذلك الحديث عن الجنس ليس بالشئ الجديد علي الادب العربي الذي تناوله كثيراً من قبل في كتب عديدة قد تجدها في كل رف من المكتبة العربية ,أما المثلية فهي موضوع دراسي ليس بالغريب عن العرب ,وهي في الجامعات والمنتديات ومجالس العلم شئ عادي .

كما أن الكتاب كما قلنا يدعو أساساً لعلاج المثلية ,إذاً الكتاب يوافق الروح الشرقية التي تحمل كامل الضغائن للمثلية والمثليين علي حد سواء ,وهو ماكان ليثير أي نوع من الجلبة أو النقد من المجتمع المحيط .

فإعلامنا مثلا كواجهة نقد هو رافض متعصب للمثليين ومثليتهم وهو في الواقع سيرحب بالكتاب أحر ترحيب وإن كان سينقد الجانب المنحاز للمثليين إلا أنه سيتغاضي عنه لان باقي الكتاب يشبع حاجة مهمة لديه من الرغبة في التخلص من المثليين ومثليتهم .

ثم تأتي قصة عماد التي يتخذها الكاتب مقدمة إفتتاحيية لكتابه والتي لا ندرك ما الهدف منها بالضبط ,هل الهدف منها مجرد قصة لجذب القارئ العربي الذي يمتاز بعشقه للقصص ؟............. ,ولكن لماذا بدأ بها من نهاياتها ؟ .من موت عماد بالإيدز *اللهم عافانا واعف عنا* والذي أشار بوضوح لسببه ألا وهو مثلية عماد الفاجرة *لربما لم يصفها كذلك ولكنه أستطرد واصفاً إياها حتي أعطاني هذا الانطباع * .

فخروج عماد بحثاً عن رجلاً يؤانس فراشه كل ليلة علي حد قول أوسم وعدم تعلقه بأحد عاطفياً ,ومن ثم وحدانيته الغريبة وإكتئابه يدعون جميعاً لهذا الانطباع الفاجر ,المقزز ,أنا أخشي أن أمارس الجنس مع احد قبل عدة شهور ربما ثلاثة إن طال الامر للحق .

ففي الواقع أنا أخشي أي شخص مرضياً وعاطفياً ,فأخشي أمراضه المنتقله جنسياً ,وأخشي علي فؤادي أن يسقط في هوة التعلق به حيث ان الجنس نافذه عظيمة لهذا التعلق وهذا كان ليكون مصيبتاه لاني لا اتعلق باحد كل يوم ولا احب واهجر كل ساعة هوه حبيب في العمر ,إذاً الجنس عندي مرحلة رابعة في العلاقة ولربما يجب ألا أسترسل في هذه النقطة حيث أن علاقاتي محدودة قي محبوبي الذي لا أعرف غيره منذ وقت طويل للغاية والذي كان بدايتي وحتي الان هو رفيقي وأرجو أن يكون نهايتي أيضاً .

إذاً فالقصة تتناول عماد الفاجر الذي أستحق نهايته لانه لا يحترم الجسد بل يمارس مع قمامة الطريق ما اراد ان يمارس ,هذا بالطبع رآيي عن عماد هذا .

ومن ثم هل بدأ بها الكاتب من منطلق تعلقه الشخصي بعماد علي حد قوله أم انه كان يصبو لهدف أخر غير ذلك .؟........

إن كان كذلك فأظنه هدف دفين يقبع خلف سطور القصة ,وخلف أسلوب أوسم في طرحها ,ولاحظ قولي خلف السطور فأنا لم أقل بينها ,لان ما بين السطور يظهر  أما سطور أوسم لا تحمل بينها شئ بل هي سطور شبه زجاجية تخبأ خلفها معاني بعيدة عن أصلها , فمثلما يقول اليهود أن التوراة لها باطن غير الظاهر ,أن التوراة كتبت بنار بيضاء علي نار سوداء  ,فما نراه من التوراة هو تلك الخطوط السوداء اما حقيقة التوارة البيضاء خفية ,وهو يشبه كثيراً قول الشيعة المسلمون عن القرآن الكريم .

طبعاً لن نسترتسل في النظريات العقائدية ولكن سنتناول فقط وجه الشبه بين قصة عماد وهذه النظريات فكلاهما متفقان في المبدأ ,فقصة عماد وإن كانت قصة عادية للقارئ العادي فهي تهدف لإرسال رسالة غير واعية للقارئ تنص علي التالي :

المثلية مقبولة , المثلية مرفوضة .هي حب وعاطفة , هي جنس وفجور ,المثلي حر ,المثلي حقير ,المثلي محترم ,المثلي معقد نفسياً , المثلية مسبب بيئي ,المثلية جوهر إنساني ,المثلية خليط إيكولوجي وراثي .لربما تخفي  هذه العناصر في  قصة عماد  كان خيراً للقارئ العادي الذي كان ليفقد جزء من عقليته إن ظل مترامياً بينها .

و في الواقع الرسالة مدروسة فهو يحاول أن يوصل كل جزئية من المذكور أعلاه للعنصر المناسب من شرائح القراء .

الغريب أني كمثلي تآثرت بقصة عماد تآثر غريب فأخذت الانطباع الفاجر عن عماد وإن كنت تعاطفت معه في البداية وقد آلمتني نهايته المآساوية .

فهنا أتعجب وأسأل سؤال حقيقي خالي من أي إتجاهات بلاغية ,راغباً فيه التقرير وإيجاد الاجابة  ألا وهو :

هل كان هدف أوسم ان يوصل لنا كمثليين جميعاً هذه الصورة عن عماد ,أم أنني أنحرفتُ فقط عن رسالته التي أختصني بها من عناصر القراء ,والتي كان يجب أن أتعاطف فيها باكياً علي عماد ؟؟؟؟؟.........

سؤال يشوشني حقاً .

ثم وبما أننا تناولنا قصة عماد فلابد أن نتناول قصة أحمد التي قد وردت في إحدي المنتديات علي لسان أوسم *القصة تناولت حكاية أحمد الذي مر بمرحلة العلاج المعقدة والقاسية واستطاع ان يتعالج من مثليته إلا أن متسلسلة علاجه جاءت غير منطقية وانتهت في أقل من عام واحد رغم ان جذور مثليته كانت معقدة فلقد تعرض لإيذاء نفسي وجنسي كبير في صغره ,كما أن ذكورته تكاد تكون معدومة وهو ما يجعل من فترة العلاج تمتد احياناً لخمس سنوات .

ثم أنه لم يطرح سوي جانب إمتناعه عن الجنس كوسيلة للعلاج متجاهلاً باقي الجوانب ,إذا فهي من حيث وسيلة الطرح القصصي أولي العوامل لهذا العلاج .

في إختصار سريع إن متسلسلة علاج أحمد كانت سريعة غير مقنعة غير مبرهن عليها .

*بالطبع وفي النهاية أنا لا أشكك في مصداقية أوسم في رواية القصص  بل اشكك في هدفه من طريقة سردها وطرحها ,إذ انه من المعروف أن الحقيقة في القصة قد تطرح وتسرد بأكثر من طريقة لتظهر بأكثر من صورة ,إذاً نعود معاً لنقطة الرسائل التي يبعثها الكتاب وصاحبه .

ونهايتاً أنا لا اهدف للمهاجمة الكتاب أو الكاتب بل أطرح وجهة نظر دون أي هدف سلبي علي الاطلاق .

الثلاثاء، 17 يناير 2012

من برديات مثلي


هي الكلمات ما أبرع فيه :

أبرع في نحتها ,في رسمها ,في عزفها ,وفي تصميمها .

هي غالباً منجاتي ففيها أحاكي لنفسي عالماً أهرب إليه من واقعي ,وبها أدركُ حقيقتي  ,و بها أكشفُ زيف الآخرين .

إنها صديقاتي الوحيدات ,الصادقات التي لا تسعي لـتأخذ مني بقدر ما تسعي لتعطيني

فأحياناً أحتاجُ للحديث وتثقلني أسراري فأجدني علي هاوية الانهيار ,أو سكير الحزن والندم ,وما أثقل أن تحمل سراً هو في الواقع إثماً ,إثماً لا تخشاه ولا تخشي منه لكنه يرسلك لما يفوق الخوف .

فأثامي لا أخشي فيها بشر ولا مجتمع ,فهؤلاء لي  قدرة خاصة علي تحديهم وغالباً ما أنتصر ,فحتي لو خسرت فهو إنتصارٌ لي ,فهم لا يملكون ضدي ضراً ولا أملك لهم هذا الاخير .

لكن أخشي في ذنوبي ربي الذي لا يخفي عنه ما أقترفت من كبائر.......... ,وأمامه لا قدرة لي علي أن أتحدي ولا نصرة لي في التحدي ,.....................فأين المفر من ربٍ هو الاعلي والاجل ؟؟؟؟..

وأين الطريق في عالمٍ من الاوجاع التي تسرقنا وتسحب ما فينا من إيمان؟ ,إيمان بالبساطة في الشعور والرقة في الادراك ,والتحلي بالقوة للأختيار .

إنها آلام كأمواج البحار تلقينا كسفن بالية من موجة لموجة ومن عاصفة لأخري ,ومن ثم تهم بنا إلي صخور الشاطئ فتمزقنا وتبعثر حطامنا  ليتهاوي شتاتنا ,حينها لا ندرك في ضياعنا من نكون وبما نشعر وماذا نريد ,حتي ضياعنا في حد ذاته لا نشعر به ,فهناك مشاعر متضاده من الحزن العميق الثقيل جميعها تعمل في آنٍ واحد 

فكما لو أن آلاف الطواحين تدق في الرؤوس وتزمجر في الصدور ,ليمسي  ضياع مجهول الملامح .

هذه هي حياة مثلي يريد التغير ثم لا يلبث أن يتأكد انه غير متأكد مما يريد أن لا يريد أن يفعل ما لم يفعل إن شاء أن لم يشأ ,فيدعو الله ألا يعود كي يعود أفضل ويدرك أنه دوماً كان أسوء ثم يعود ويعتقد أنه قادر علي التحسن رغم أنه يعلم أن لا مجال للتحسن في عالم أصله حقير وفي مجتمع أصله فاسد .

هذه هي مشاعري دوماً ,عبارة عن مزيج  من مشاعر متناقضة الروح والمشترك ,ورغبات متضادة مع أحزان متعاكسة تخلط معاً في قلب المثلي المسكين .

ولكن في النهاية ما نفع الكلام ؟ ...........

فأنا هنا لأودعكي مذكراتي وأعذريني او لم  أقول عزيزتي فما تحويه دفاتك هو آلمي وأسوء ما مر علي في حياتي .

هنا معكي فقدتث براءتي ,طفولتي ,عذريتي ,وهنا شعرتُ بالآلم يتقمصني .

في الواقع يا مذكراتي أنا أحمدُ الله أني أترككي .

لستُ ذاهباً لأفتح صفحة جديدة ,أو لأن القادم في حياتي هو شأنٌ مهندمٌ ناصع البياض سيختلف عما عهدته في أوراقكي .

كلا  فأنا لا أدري أين سيرسيو بي التيار وعلي أي صخور سيتحطم فؤادي هذه المرة,فقط سأسير وأرجو لو ألا أحزن ,وألا أجرح ,والأهم ألا أخطأ فأندم .

هكذا سأترك الأمواج تأخذني أينما تشاء ,فلتأخذني وتلقي بي أينما وحيثما تريد ,فلا أحلام بقت ولا أمنيات عندي ,فقط آلم الذكريات والإحساس بالضياع هو ما كان إرثي منكي فأذهبي ولا تنسِ الدعاء لي ألا أعهد يوماً أوراقاً كمثلكي .

ورغم أني سأرحل عنكي وعلي عاتقي حزني وآلمي وكلي ندمٌ أني عشتُ أياماً هي بين يديكي .

إولكن هاهي تنساب الأمواج من تحتي رقيقة, خفيفة الظلِ ............ثم كأن الغضب من آثامي يفقدها عقلها فتثور وتثور لتصبح عاصفة وتصفعني علي خدي ,علي ظهري ,وعلي بطني ولا تبقي من جسدي سوي آلما بارد الوجدِ ,وجده الآه والحزنِ .

فبئس ما عشتُ فيكي  مذكراتي ,لكن لا لوم عليكي بل علي نفسي وكل اللوم علي نفسي كم أرغب أن أدميها أكثر فهي قاتلتي وهي مسرفتي .

غادريني آيتها الأيام التي عشتها ها هنا وأرجوكي بحق الطبيعة وسريان الأنهار في كل واديٍ ,بحق زقزقة الطير وكل عصفور شادي لا تعودي ,غادريني أهجريني ولا تنظريني ولا تعودي أغلقتُ لكي بابي فلا تنظري أبداً قدومي .

الاثنين، 16 يناير 2012

لذة جامحة


حرك شفتيه المرتعشـــــــة
وعلي خدي الشارد قبلنــي
قبلته في  الشوق شــــرارة
تطلق قلب ثلوجي حــرارة
وتطلعني بعيون سكـــــارة
وتاهت اصابعه حيــــــارة
علي جسدي السائغ منهارة
تداعبني كأوتار قيثـــــــارة
     .......................
وشعرتُ بجسدي يتحطـــم
كالثلج يذوب ويتكســــــــر
ما بين ضلوعه يتفجــــــــر
من صمتي صراخٌ مكبوتُ
وشهدتُ غروري منهزمــاً
يرفع راياته منغلبــــــــــــاً
ويعودُ سعيداًُ مضطربـــــاً
فسكيراً ,غائبُ ,منتشيـــــاً
وإليه العاشقُ منكســـــــراً
وشعرتُ بأجزائي تـــذوبُ
في أرجائه تسري وتجوبُ
وتعودُ إلي لتشــــــــــــوبُ
بالمتعةِ ألاماً حلــــــــــــوة
    .......................
وتحت أضواء القمــــــــــرِ
أصرخُ من لذة آلـــــــــــــمِ
فشعوري حينها في تناقض
صعبٌ يوصفهُ ذا القــلــــمِ
    .......................
حين تغلغل في أعماقــــــي
وكأني أعظم من أملــــــــي
والكونُ بداخلي يترنــــــــح
منتشياً يرقص كالثمـــــــــلِ
مقداماً ,مندفعاً ,أحمــــــــق
صنعتهُ أشعاري وكلمـــــي
   ..........................
طريحُ العشبِ ومنهمكــــــاً
تتوصف أرجائه جملــــــي
أسمع أنفاسهُ ألحــــــــــــانٌ
بجواري أراهُ وكالحلـــــــمِ
أعتقدُ بأنهُ من صنعــــــــي
من صنعِ خيالٍ مجنــــــونٍ
ولهذا ريبي أفـــــقـــــــــدهُ
لو كننتُ في لحظة نـــــومِ
أهواهُ ليبقي بأحضانــــــي
ذئبٌ ما كان أو حمـــــــــلِِ

السبت، 14 يناير 2012

مجتعمعي ,عقيدتي ,ونفسي



هناك كثير من الحطام ,كثير من بقايا فتيً صلب ٌ, قوي كان شامخاً يوماً تعلو وجهه بسمة ناضرة تبعث بالأمل لثناياه ,حطام أكثر من ان أكون قادراً علي جمعه وتنظيمة وأشك في قدرتي علي إعادة تشكيله ,أظنني يجب أن أتوقف عن المحاولة وأترك الموج يصحب بقاياي ويشتتها في بحر الحياة .

أظنني يجب أن أستسلم للفراغ ,للخوف ,للمجتمع ,للعقيدة ,ولمثليتي .

حسناً سأتركهم يفترسوني لستُ علي إستعداد للصراع مع أيهم مرةً أخري .

لقد أنهكوا قواي فكلما ظننتني إنتصرت علي إحداهن أو وجدت السلام والانسجام مع أخري ,وجدتني أطيح بعيداً عن النصر وأفقد سريعاً لذة الانسجام .

قبل أن أترك مجتمعي يقتصُ مني بتهمة مثليتي التي في دمي تسري وبين خلاياي تعيش ,مثليتي التي جعلتني كائناً غريباً ,مختلفاً بتشوهي عن من حولي ,تلك التي كلما تقبلتها رفضتني ,وكلما عشتُ في كنفها هجرتني .

عقيدتي التي قيدتني حتي خنقتني ,ضاق حبلها علي عنقي حتي حال دون تنفسي فقتلني .

أخبرتني أنها يسر وليست عسر ,أنها جاءت رحمتاً للعالمين ولكنها قالت لي أن طبيعتي خطأ وعاطفتي هي ذنب لا يغتفر وأن مصيري نار جهنم بئس المثوي والمصير .

وحين تجرأتُ أن أسألها لما أصبحتُ هكذا طالما هذا مخالفٌ لمنطقٌ وضع في الارض ,قالت بأن بعضنا فقط يبتلون كي يختبرون وأحياناً تقسو البلوة لقياس مدي القوة والصبر .

حسناً أنا أضعف الكائنات أنا أجزعهم علي الاطلاق إذاً لما؟؟؟.......... وإن كان فهل تدركون أن روحي تتمزق أجزاءً ,أجزاء وكل جزءٍ يغادر جسدي كغصنٍ من شوكٍ ينتزع من حلقوم .

أهذا يسر ؟ ,ألهذا غير العسر ترجمة ؟؟.

علي أن أسير منتبهاً لخطواتي أن أرتدي ما لا يبرز شخصيتي ,أن أحذر حركات يدي ,علي أن أراقب لساني وضحكتي .... فهؤلاء مثلي الجنس والمثلية ذنبٌ لا يغتفر .

علي أن أسمع في كل لحظة أن المثليين خطرٌ علي الاجتماع البشري وأنهم لا عقاب لهم سوي الحرق .

ثم علي أن أنغمس في مجتمعٍ يكرهني وأن أحاول الانسجام معه عن طريق تصنع شخصٌ يكون قشرة خارجية تخفي تحتها هذا المثلي ,وهذا لا يكفي إذ علي ان أتقبل نقض حتي هذه القشرة لأن مثليتي جزء مني يسطو حتي علي نسيج هذه القشرة فتبرز جانب مما تخفي ....... وهذا خطأ لاني لا يجب أن أظهر ..... لا يجب أن أري النور بشخصي ......... لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟.

لأني كائنٌ شاذ لا حق له في الحياة ......... لماذا ؟.... لانني أحب شيئا من الممنوع أن أحبه ,أنني أجد الراحة في كنف من لا يجب أن أكون معه .

ثم تأتي نفسي تلك التي أخشي أن أواجهها أكثر من ثلاثتهم السابقون ,رغم حبي لربي وعشقي وهيامي فيه وأني أدرك أني أبتعدتُ عنه في كل خطوة إلا أنني قد أتمكن من البكاء قليلاً فأشعر برحمته تكتنفني للحظات ,هن كاذبات فأنا واثقٌ أنهُ غاضبٌ جداً .

لكني أعتدتُ الكذب فالكذب يصنع حولي فقاعة من السلام تفصلني عن عالم يشوبه الرفض والتناقض والتشتت .

لكن في كل مرة انسج فيها تلك الفقاعة فهي حصني من مجتمعي وعقيدتي ولكنها لا تستطيع فصلي عن نفسي ,فهذه الاخيرة تظل معي لتجلد روحي ,إنها متشددة ,إنها قاسية ,إنها رافضة وبشدة ...... حتي حين أجد السلام مع عقيدتي فهي تظل تصرخ :آيها الشاذ ملعونٌ أنت .

أحاول أن أخرسها لكني أعلم مقدار قوتها فهي لا تصمت عن مكنونها أبداً .

لاتكتفي بصراخها فأحياناً أتجاهله بل تحمل خنجرها الاسود لتطعن أجزائي لتدميها فتآلمني وتثير في داخلي أحزاني .

لستُ كغيري فأنا عربيٌُ ,شرقُ أوسطيٌ ,مسلمٌ ,واسمي أحمد ,نشأتُ في كنف أسرة متدينة ليس لها سوي ربها وعقيدتها تلوذ بها .

لستُ قادر علي أن أستقيم في طريقي متقبلاً مثليتي فعروبتي منحتني ذلك اللون المميز للرجولة أو بالاحري للذكورة الذي يتحول للون المتمم له إن كنت مثلياً .

ثم عقيدتي التي ترسم أمامي طريقاً بسيطاً يختتم مثليتي ,فينتهي بجحيم أبدي ينتظرني .

ومن ثم أسرتي التي تبني علي عاتقي أحلامٌ أخشي أن تكون مثليتي أول شرارة ستشعلها فتحرقها وتسوي بها الارض رماداً .

وأنا ,أنا شخصي يفرض علي أن أستستلم بعجزي لكل هذا فأتشتت ما بين مثليتي التي أراها لولهة مصدر راحتي وسعادتي ومن ثم لولهة تدخل كل تلك التعقيدات علي لوحتي فتحولها لأخري سوداء سمجة ترعبني .

فهل سيتقبلني مجتمعي وهل سترضاني عقيدتي .؟......

حسناً اولاً نحتاج لأعادة النظر في نفسي فهل ستقبلني تلك ؟؟؟؟.

أنا أظنها قد تفعل لو أن الاخيرين فعلا كذلك .

ولكن هناك حزنٌ عميق يحفر روحي ,أظنني أضعتُ مفترق الطرق هذه المرة أظنني لاأعرف كيف أصبح سعيداً هذه المرة لم أعد قادراً علي أن أحدد أيهن سأحارب ولأيهن سأرضخ وأبثُ أحزاني وأبحث عن السلام .

أظنها أصعب لحظاتي ,فكل مرة كنت هنا ومعي درعي وسيفي وفي فؤادي حبي وشغفي وجاهزٌ لأحارب ......... لكن هذه المرة لا أعرف ماذا أحارب ,لاأعرف سوي أن ما تبقي مني قد تحطم وأن بحر شتاتي يجتذب كل ركنٍ فيه جزءاً من حطامي ,آه ,أنا أستسلم ,لا أريد أن أصارع لقد تعبت .

مهما يكن فليكن أنا أصبحتُ أضعف من أن أقاوم ,أياً كنت تعال صدقني أحمد أصبح هرم لا يقدر علي أن يرفع سبابته بوجهك فقط تعال وأفعل ما شئت ,أفترسني أو أفترسني ما عدتُ آبه .........

الخميس، 12 يناير 2012

ما بين اللآه واللذة (الحلقة الخامسة)


هو لم يعد قادراً علي السير ,ليس لان الإرهاق اسقطه بل لأنه يحتاج أن يتوقف قليلاً كي يسمح لشئ أكثر قسوة من الإرهاق الجسدي أن يتملكه ويأخذ بأطرافه المستسلمة لعالم يتصنعه الفتي كي يعيش فيه لحظات تمنحه الهدوء للتفكير المنظم .

دوماً كان الإرهاق ترياقه الفعال للنوم العميق ,كان كلما أراد النوم يخرج ليجري علي الطريق بضع ساعات حتي تتهالك عضلاته ويسقط علي فراشه كالموتي فيغط في نومٍٍ عميق دون وقفات تجبره علي ان يتهاون ليبقي مستيقظاً .

هو لا يدري لما كره فراشه دوماً؟ ,لماذا كان يكره تلك اللحظات التي كان يجبر علي قضائها مستيقظاً عليه؟ .

ربما لأنه كان فارغاً دوماً ,ربما لبرودة أركانه ,ربما لان تلك اللحظات كانت دوماً صامتة ,هادئة تمنحه الصفاء للتفكير العميق .

كم يكره التفكير ,كم يمقت تضارب الافكار في رأسه ليس لأنه مراهق يتسم دوماً بتناقض الأفكار بل لأن فكره دائماً كان يستبق سنه .

أفكار حزينة تخيم علي لحظات صمته ,وأخري فاجرة كان يخشاها ويتجنبها ويجتهد في عدم إظهارها .

أما الأن فجلوسه علي الرمال يتآمل ذلك البحر الرمادي الكئيب تثير في جسده رعشة غريبة ,ليست رعشة البرد الذي يجلد بسقيعه جسده العاري ,بل إنها رجفة الذكري ,ذكري حياته القاتمة التي عاشها أينما كان ,وكآبة ما يحيا فيه الأن .

رقد علي الرمال وألقي بذراعيه بجواره وصرخ في السماء الحزينة فوقه صرخة لم يسمع لها صدي ولا أنين ,راح يصرخ ويصرخ وتتصارع ملامح وجهه ولكن صمت المكان ما زال يملك كل أرجائه ,لم يعد يسمع سوي صوت واحد يدوي في كل مكان ,فقط صوت الافكار التي عادت تتطاحن في داخله هو ما يشعر به .

كفاه تداعبان الرمال علي جانبيه وهو ضائع في بحر من التشتت وتصارع الفكريات.

يشعر بنعومة الرمال تحتضنه ,وتنساب بين ثناياه ,إنها تمنحه ذلك الإحساس.......ماهو هذا الإحساس ...........؟؟؟...... هو لا يدرك ,لا يذكر هذا الشعور ,إنه جميل ,هو خليط من السكينة وأشياء أخري دافئة .

ما زال جسده يتحرك بخفة وهو علي الرمال كي يغوص أكثر وأكثر فيها لتتملك من جسده اجزاء أكبر ,بلي بدأ يتضح هذا الشعور ,إنه حنان ودفء ونشوة ,لقد تذكر أين أحس هكذا من قبل ,............... بلي هو لم يحس هكذا أبداً .

لم يشعر بحضن دافئ أو أمان ضلوع صدر حنون ,حتي حين كان بين يدي ذلك الذئب ,حتي حين غاص في أحضانه الدافئة ,أفتقد الامان .

وفجأة شعر بشئ صلب من تحته شئ قوي وصلد ,قام مسرعاً يبعد الرمال عما يتواري هناك........................................... إنها صخرة سوداء لامعة ,تبدو كالأحجار الكريمة التي يحبها .

الصخرة مبللة ولزجة ,إنها ضخمة وواسعة تشمل ركناً كبيراً هناك ,أزال من الرمال عنها الكثير ولكن يبدو انها أضخم من ذلك .............وقف عليها يتطلع جنباتها ,هناك شئ يلمع بلون فضي رائع في أحد جنباتها يبعث لنفسه سرورها المفقود .رفع قدمه اليسري يقترب من ذاك الشئ فإذ به ينزلق علي الصخرة ,صرخ ولكن الصمت يحول دون صراخه ,حركاته الفطرية دفعت بذراعيه في الهواء كأنه يتشبث بشئ خفي لا نراه ,وقدمه اليسري أرتفعت عالياً لتصل لقمة ذلك الخفاء الذي تنشده يداه ,وفجأة أرتطم رأسه بالصخرة الصلبة فلم يكن سوي ظلام دامس أطاح بوعيه بعيداً ,ولكن بسمة رقيقة مترددة زارت شفتاه وهو يغمض عيناه الخافتاتان ,بسمة بسيطة ملائكية كتلك التي كانت تزوره حين تغمره سعادة لحظاه .

بسمات تتفاوت في رقوده الصامت كانها تزوره وتغرب ثم تعود تشرق لتغرب مراراًوتكراراً .

بسمات هاربات يقتنصن الفاه المسكين كمشتاق لأحبته يقتنص منهم القبلات .

صمت روحي وجسدي يتبعثر بين ثنايا الجسد العاري,الراقد فكأنه ميتٌ قديم الموت اكل عليه الزمن وشرب ,ليس لأن ضلوعه تبرز من صدره ,ليس لأن عظام وجنتاه كأنهما هرمان عظيمان علي خديه .

ليس لأن عيناه غائرتان تكسوهما أساود الحياة .

بل لأن الرقود المطبق وهيئة الوجه السمج توحي بقدم الموت ...........



كلام الناس عنك


            
خايفين عليا منك                       بيقولوا ليا أنـــك

                    كذاب مش قد حبك

ولكنك صادق يا روحي      وهما بيقولوا  عنــــــك

 خاين خداع وكذبك             عايش دايماً في دمـك

متقولي يلا يا همي              يلي حرقة دمــــــــــي

                  متقول إن أنت صادق

                    وهما بيغيروا مني

سمعني أي حاجة                    إقنعني  إكذب عليا

كلامك يقنعني دايماً            ودي حاجة جداً عادية

أنا يائسة يائسة منك           ولا كلمة ردتها ليـــــــا

           صمتك في حاجة جوه حاجة

                    يحركها فيا 

فاهمني طبعاً وطبعك       ساكت سكوتك يساعـدك

            طاب خلي  سكوتك يواعدك

            بعد أما أسيبك  لوحـــــــــدك

            هسيبك  ترجع براحتــــــــك

            يا ناسي حبك ووعــــــــــدك 

الأربعاء، 11 يناير 2012

لا أملك جسد


  1.                                  
                                            
                                        
                                         يسألني   أحبك    لي  أبيـــض


                                        أم   أنه احمر مجنـــــــــــــــون


                                        قلت   لا  أدري  ماذا تعـنــــــي 

                                    
                                        إني أعشقك   ومفتـــــــــــــــون


                                        قام  يرقص فرحاً  بسعـــــــــادة


                                        فعجبت  لذاك المجنـــــــــــــون


                                        وحضنني حضناً  يعصـــرنـــي


                                        يملكني  فيه  ويقرأنـــــــــــــــي


                                        ككتاباً يلمس  أوراقـــــــــــــــــه   


                                        وكفهُ قيداً يأسرنـــــــــــــــــــــي


                                        وشفاهه    قد  كانت   رطبـــــة


                                        و جسده  كان كالثلـــــــــــــــــجِ


                              وفهمت هذا المنبوذ             البارز فينا والغائر


                                        و عدت   في   طريقي   أتـــيهُ


                                        أتخبط  مـثـل الـمـجنــــــــــون


                                        وأقول في نفسي كـــــــــــــــلا


                                        من    فينا    كان    المخـــدوع 


                                        ما   عدت   أملك    لي  جســداً


                                        قد    فسد    عقلي    ومحمـــوم


                            فيا صديقي لا تملك مني      ما لا أملك  حتى من نفسي   


                                        فحبي  لك أبيضُ ناصـــــــــــع


                                        وإني  لا أملكُ  جســـــــــــــــدا