بلي أنا قد غقرتُ لك أبتاه
فمن الخطأ اعتبار كيان بعينة مهما اختلف شكله أو تباين حجمه هو المسئول عما قد تمخض عليه الواقع وما أصبح عليه شكل الحياة من
سوء وقبحٍ ومقتٍ ....بل إنهافي الواقع كياناتٌ كثرْ قد تعاونت بيد الأثم علي بشاعة ما آل إليه الحال
وأنا قد أستثمرتُ من وقتي وجهدي الكثير في لومك وسبك ولعنك واستنفذت من طاقتي كثيراً مما قد كرهتك به
في حين كان لابد أن أوجه دفتي لطريقِ أخر أبصر فيه الصلاح ... كرهتك ولم تنفعني الكراهية
ولم أحتمل فكرة أن يدافع عنك أياً كان .... وأعتبرتُ هذا الذي يحرر يديك حتي وإن لم يبرئهم من ذنوب الاغتيال جاحدٌ ، قاصرٌ ، دجال ................
لم أحتمل أبتاه فكرة أن أترك تلك الكراهية تغادر روحي ... خشيت ترك روحي فارغة ... فأنا نشأت أكرهك وأنا ضعيفٌ جبان ... أخاف أبتاه كل جديد ... الشعور الجديد .... الوصف الجديد ... اخاف ابتاهُ كل جديد .
لذا تركته في داخلي يملأني ... يملك مني قوامي .... تركته يمتصني ابتاه ... وآه ابتاه كان يحرقني ... كالنار يأكلني وأنا علي حمقِ خلته يضرب أساساتي في أرضٍ صلبة
كان الكره صلباً .. قوياً ... عنيفاً .. لا يخاف ... فخلت أني بدونه رخواً أسقط حين تعصف الرياح
ولكني اليوم سأترك كل ما في قلبي ليفرغ منه قلبي
وسأغفر لك أبتاه لكن ليس لأنك تستحق الغفران بل لأن أحدٌ لا يستحق كل هذا المقت والاستنكار .
ولأنني سأسأل الله يوماً الغفران .. فأخترت أن أغفر اليوم بدوري ليتسني لي يوم سؤلي قبول سؤلي .
أبتاه ... أخبرتني أمي مراراً وتكراراً أنك لم تكرهني ولم تتعنت في معاملتي عن قصد ... ولم تضربني لأنك شئت أن تضربني حين كنت تضربني ... بل قسوت حينما قسوت عن حمقِ ... بلي أخبرتني أنك أحمق طيب الفؤاد ...
ولهذا قد أخترتُ اليوم أن أضعك في عقلي علي هذا المنوال
بإرادتي ابتاه سأمحو صورة القاسي الجبار من ذلك الخاطر المنهار
وسأحنو أبتاه عليك حين تشيخ وأبكيك حين تموت كما لو كنت أباً باراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق