الخميس، 24 يناير 2013

محكمة

أخاف أن أكتب ... أخاف أنا أقول 
أخاف أن أحاسب يوماً علي ما في صدري 
وما في صدري كثير
وربما يكن قبيحاً ... قاسياً
أو ببساطة حزين
لكني أدرك أن بقاءه في داخلي سوف يستل ركائزي واحدة تلو الاخري
وسيهدمني
وكذا البوح به سيضعني موضع المذنب في محكمة الحياة
والناس لا ترحم
الناس سترجمني
سيرجمني الكل كما لو كنت العاصي الوحيد 
وهم جميعاً أرباب الطهر والبراءة
آهٍ أبتاه أنظر ماذا فعلت
أتري جريمتك النكراء
في كياني تتمختر جريمتك النكراء
وأنتي أماه ألا ترين بشاعة ما أرتكبتِ
أماه هذا الحزن يئن في صدري
له طنين يأخذ بكياني لعالم من أوجاع
لقد أوجعني رأسي من فرط طنين حزني في صدري
أماه أنا لا أحملكِ كل الذنوب
ذنوب الخلق الشاذ
وذنوب المعاصي
ولكنه هو من قتل رجولتي أماه
أسأليه لما أغتالها صغيرة بريئة في مهد طفولتها
أسأليه أماه عساه يجيبك فيسكن الجرح في داخلي
أعن كرهٍ أم عن حمقٍ زرع في داخلي كره الرجال
هل أجابكِ أماه ؟ .... هل أجابكِ ذاك الرجل الذي أبليتني به ؟
هل سكن الجرح في داخلي ؟  
هذا الجرح لا يسكن ....
ولما يسكن ....
أشفيت من أسقام الفؤاد ؟
عذراً لو قسوت في السؤال
ولكن كيف يزرع أبٌ فينا كراهية الرجال
وتأتي أمٌ لتزرع فينا عشقهم عن ضلال
ولأن الحب غير العشق
فالحب أن تكون مثلهم فتقتديهم وتتمثلهم
وتكون منهم ... من صنفهم ... من اشباههم
أما أنا فكرهتهم ولما كرهتهم أبيتُ أن أكون منهم
وأستنكرت علي ذاتي أن يطالها أسم جنسهم " ذكور "
أما عشقي الذي جعلني هائماً في غموض كياناتهم
فدفعني الفضول للبحث في ذواتهم
ولما وجدتني ناقص الرجولة ولا أملك سد نقصي
ولأن قانون الاغلاق النفسي أرغمني علي ملأ ثغرات رجولتي
أندفعتُ بكل جنون خلف الرجال أبحث فيهم عن ملأ فراغي
وخلتهم يملأوه في الفراش
ولكن وجدتهم يزيدوه نقصانٌ واحتياج
هكذا صرت أماه
لما رأيتني أضع أحمر الشفاه فلم تتعنتي
وتبسمتي لي يوم رأيتني أضع البودر
ليس خطأكِ وحدكِ وليس خطأ أبي حتي
أو خطأ مجتمع تركني عزيل رجلٌ مجنون وأم رقيقة الكيان
بسيطة الادراك
بل هو كذا خطأي لأني ضعيف
جريت خلف أسهل الحلول لأملأ ثغراتي
ولأني ضعيف لا أعرف كيف أحكم شهواتي
فاليوم أجلس وقد وجدت لتلك العاهات التي قد خلعتها علي نفسي مذنبٌ جديد يوضع في قفص الأتهام
" نفسي " أنتِ متهمة بإغتيالي فبماذا تدافعين ... ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق