كنت أحمل كوبٌ من القهوة أشاهد التلفاز .. حين جاءت تخبرني أن " أسماء " ماتت .
لم أصدقها والقيت كوب القهوة من يدي وهرعت إلي أمي أسألها ... أصدقٌ ماتت ؟
وضعت يدها علي رأسي ونظرت إلي وقبل أن تقولها فهمتها من نظرة الشفقة التي علت وجهها .
بلي ماتت " أسماء " .
أسماء هي فتاة جميلة ... ضحوك ... منطلقة ... فتاة منطوية .. كئيبة ومنعزلة .
لم تتزوج رغم أنه كثيراً ما جاء لخطبتها رجال ... من كل الانواع وعلي كل الأشياء
كانت تقول أن الرجل الذي تريد لم يأتي بعد .
أسماء كانت دائمة الضحك حتي وإن كانت في داخلها حزينة
أخالها كانت حزينة دائماً
دائما كنت أري فيها مسحة من الالم ... شئ من اكتئاب
كنت أري فيها مسحة مني
هذه الفتاة كانت تشبهني .... دائما أردت أن أخرج من ذاتي الخجول وأسألها مالك يا فتاة ؟
ولكن كنت كذا أخالها تحتاج ان تظل وحيدة .... كنت أقول أنها مثلي حزينة ولكنها لا تريد أن يسألها الناس لما هي حزينة .
منذ ثلاثة أشهر لما علمت أنها مقيمة في المستشفي لاصابة بانيميا حادة علي أثر حالة شديدة من الاكتئاب .
ادركت ان اسماء وصلت لحالة تفوق حالتي كثيراً
اردت زيارتها لاسألها لما آل بها الحال لما هي فيه
عساني اخرجها او عساني اتعلم فلا أصل لمرحلتها
ولكن دائماً كانت أمي تخاف ان ازورها كانت ترفض بحجة انني لا احب اجواء المستشفيات
وباننا سنزورها حالما تشفي وتعود لبيتها
ولكن الوقت طال مر الشهر يتلو الشهر واسماء لم تتعافي .. واسماء ظلت مقيمة في المستشفي .
وعلمت ان امي تدرك أنني أري في نفسي أسماء فخشت أن أراها تنهار كي لا أنهار بتشخصها .
وماتت أسماء ... ومات معها أمل في داخلي .
رحيل اسماء غريب ... غريبٌ رحيل الشباب
كل ترحل هذه الزهرة عن دنانا
لما تموت .؟
ولما لم يأتيها ما أنتظرت .
أذكر يوماً انها وعدتني أنها حين تصل للسبعين ستنتظرني لاعطيها اكسير الشباب فتعود شبابا لانها لا تحب العجائز
اسماء كانت تكبرني كثيراً ... وكثر ما مزحت معي بأنها لا تريد أن تتزوج لانها تنتظرني ... حالما ابلغ الشباب ستتزوجني
اسماء وعدتني ولكن الموت خالف وعد اسماء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق