الثلاثاء، 10 يوليو 2012

عقدة الزمن

يمضي الزمن تهفو اللحظات ,حيث تمضي العهود علي معابد الروح والجسد فتخلف جدران قائمة بين اعمدة منهارة 
ففي الماضي كنت فخورا كوني مراهق ابحث عن التفلسف في حين ان كل من حولي يبحثون عن التاقلم 
إذا فأنا أسمي منهم فكراً وأترفع عنهم غايتاً 
وبالفعل كل طرف في حكايتي وصل لغايته ,فأنا فيلسوفٌ فكريٌ يقضي أيامه في أعالي الملكوت , سارحاً ما بين النجوم والمجرات , ولكن جسدي وروحي يسكنون قبور الفلاسفة , فها أنا اعاني وحدتي وضياعي , أعاني شذوذي عن مجتمعي وتنصلي منه , غرفتي التي أحفظ أركانها عن ظهر قلب هي مأوي أيامي , فقدت اتصالي بما يحيط بي , فقط جهازٌ كئيب في إحدي زوايا غرفتي هو بوابتي إلي التواصل البشري .
هكذا صرت في نهاية بحثي عن الفسلفة , في حين أن أقراني وصلوا لما يسعون إليه , فلقد نسجوا مجتمع يكن لهم ملجأ ويكن بهم كنفاً , مجتمع كالشبكة كلهم فيه علي تواصل ألمحهم من خلف نسيج شرنقتي وأرجو لو يعود بي الزمن سنوات قلائل , فأقلع عن بحثي عن الفلسفة وأنغمس في مجتمعي محاولاً إسترضاءه ليقبلني , مهما كان يكرهني ومهما كان ينبذني  , سأحاول حينها ان أجد لي بين عقد شباكه عقدة فألتحم فيها واختفي ما بين باقي عقدها .
ولكم أتعجب اليوم كيف ان فلسفتي لا تبدو ببريقها المعتاد  إنها لا تكفيني لاعيش , بل إنها تحثني علي السعي لفقدان الروح والتحرر من شرنقتها .
ولكن قتل النفس جريمة أخشي أن أضيفها لقائمة طويلة من الجرائم .
لقد تعلمت أن أتحايل علي اللحظات كي تمر بسلام فلا تخلف في أركان الروح جروح , ولا تترك في زوايا الفؤاد لسعات , بل حتي في وحدتي وبين نسيج شرنقتي لا زلتُ أجد في مرور الزمن آلمي , وفي هفوات اللحظات وجعي .
فلطالما كنت مصاباً بهاجس الزمن , أذكر منذ نعومة أظافري أنني فتاً معقد , أخشي الساعات التي يعلقونها علي الجدران , وأخشي تقاويم الاعوام . اخشي عقارب الساعات ودقاتها وأرقام التقاويم واوراقها , لقد كانت تخبرني أن الزمن يمضي وموتي يقترب , وأن حياتي تمر وأنا ثابت لا أتقدم فحين تمر اللحظات كنت أخشي أن تأتي خليلتها علي دون أن أحرك في حياتي دفعة واحدة .
أنا كما أنا لا أتغير , لا تنبت لي أجنحة ولا تنشق خلف أذناي خياشيم , نفس اللون , نفس العينين , ذات الشعر .
نفس الميول المثلية والغايات العاطفية ما تزال .
لماذا لا تتغير في حين أن الزمن لا يظل للحظة كما هو .
إنه غادر يسباقنا في ساحته , فسباقه غير عادل فنحن نتوقف وناخذ أنفاسنا , أما هو فلا نفس له , إنه سريع بل حتي أن سرعته لا تتغير . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق