أنا مراهقٌ ابحث عن التفلسف في حين ان كل من حولي يبحثون عن التأقلم , فأنا أعمق منهم فكراً وأسمي منهم غرضاً .
هكذا لطالما رضيت بشذوذي عن مجتمعي , وبررتُ فشلي في التكيف مع أقراني.
ومضي الزمن برهة تتلو الاخري وكل طرف في قصة حياتي إستطاع ان ينجز ما سعي إليه منذ اول سطرٍ في الحكاية :
فأقراني تشابكوا وأستطاعوا أن ينسجوا بنية مجتمعٍ يكن لهم كنفاً ويكن بهم وطنا , في حين صرتُ انا متفلسفاً عظيماً اعيش مع أرسطو وأفلاطون في فراغ الخيال وفي صمت القبور , فتي وحيد لا يجيد التواصل رغم انه يجيد التاريخ , ويبدع فن نسج الكلمات , وكم هو عظيمٌ فيما يدركه عن فلسفة العلاقات وأسرار التواصل....
لكن هو فقط إدراك نظري يعجز عن تطبيقه في محيطه .
هكذا صرتُ مثلياً بشكلٍ مثالياً , فأنا نموذج كامل الصفات عن المثلي الذي أشتق نفسه من بنية مجتمعه .
أصبح أعتي ما يمكن ان أصل إليه من تواصل مجتمعي هو من خلال جهاز كئيب في إحدي زوايا غرفتي , وجل تواصلي البيولوجي هو علاقة عابرة كل بضعة اشهر مع رجل أتساءل هل يحبني حقاً ؟.....
وإن هو يفعل فهل أستحق هذا الحب اصلاً ؟....
مجتمعٌ أغلق أبوابه في وجهي وحين طرقتها قال لي بأني تأخرتُ عن الموعد فينة من السنوات.
وها أنا اليوم أرجو لو تعود بي السنوات فأتخلي عن خلعة الفلسفة وأرتدي خلعة التأقلم , حينها ربما لن اكون جالساً ها هنا اندب حظي أو اطرح أفكارٍ وجاعة عن وحدتي المريرة وفلسفتي البالية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق