الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

صلاة في المسجد ودعاء في الكنيسة


حينما كنتُ طفلاً صغيراً لم أتعدي التاسعة من عمري بعد
كانت عندي أمنيةٌ بسيطة وقد كنتُ في حاجتها بشدة .........
كنت أتمني أن يكون عندي أباً حنون ....... امارس معه طقوس الاب وابنه تلك التي كنتُ اري اصدقائي يمارسونها مع ابائهم.......
ولانني كنت كثير التردد علي المسجد ( معظم يومي معتكفٌ هناك ) كانوا يلقبونني بالشيخ الصغير 
وظللت هنالك أدعوا في كل سجدة وفي كل ورد أن يبدلني الله ذلك الاب القاسي أباً حنون
ولكن لم يستجب لي الله ولم يتغير ذلك الجافي ....... ظل هو نفسه الاب الذي يضربني بقسوة دون حتي أن يبدي الاسباب ....... ظل هو نفسه الذي يتهمني في كينونتي ورجولتي البريئة الصغيرة
وذات يوم رافقت صديقاً قبطياً إلي الكنيسة وهناك آسرني سحر صلاتهم الجميلة .... فأصبحتُ كثير التردد علي تلك الكنيسة أصلي معهم و أسأل الله نفس الامنية في صلواتي ...
ومرت أيام وأنا أسأل الله تحت قبة الكنيسة وأمام منبر المسجد نفس ذات الامنية إلا أن ربي لم يستجب لدعائي وظل أبي هو أبي ........ ظل نفس الكائن المتوحش الذي أخشي سماع صوته وترتعد أطرافي إذ يلمسني 
وانقطعتُ أنا عن كل صلاة كما أنقطعت عن المسجد وأنقطعت عن الكنيسة 
ولم أعد أدعوا ولم أعد أذكر ولم أعد أتمني 
ولما سألتني أمي عما آل إليه حالي ...ٌقلتُ لها :
قد كان عندي رجاء يكاد يشقُ صدري ....... ودعوتُ فيه ربان عسي أحدهما يستجب لدعائي فلم أجد من أيهما إستجابة ....... فقررتُ إعتزالهم والعكوف مع ذاتي 


.......



ملحوظة :



.......

.......
.......


حاول ألا تحكم علي من خلال ما حكيته لك بالكفر والاشراك او الحمق والجنون



وتذكر :



أنني كنت مجرد طفل لم يتعدي التاسعه من عمره

وأنه قد كان عندي رجاء يكاد يشق صدري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق