الأحد، 30 سبتمبر 2012

يومٌ غائم

 أستيقظت علي صوت زخات المطر وكأنها سياطٌ تجلد الأرض بقسوة 
فأسرعت إلي الشارع أرقص تحت المطر تماماً كما نفعل جميعاً في تلك اللحظات .... ولكن فقط حينما يواتيني من الجرأة حد الجنون 
.......... وبكيت هناك وأجهشتُ بالبكاء دون أن أدري ما السبب 
ومضي المطر إلي حاله ومضت معه دموعي إلي ركنٍ بعيد منتظرة عاصفةً أخري تضرب فيها ثكناتي 
وخلفت في داخلي آساها المعتاد ...... كما خلف المطر  وراءه ارضاً ترابية قد أستحالت وحلاً وسماء صباحٍ غائمة رمادية اللون .... ذات ضوء هادئ .... رقيق .... كأنه ضوء القمر ..... ضوءٌ خجولٌ منكسر 
ولكم أعشق هذه الايام الغائمة !!!
فهي أيامٌ هادئة تغلب علي ساعاتها الكآبة كذاتي ’ أيامٌ قاتمة كروحي 
أيامٌ تشعرني بنشوة الانتماء 
كما لو أن الكون فيها بات يحاكيني 
وكأنه قد شف ألوانه من داخلي 
فيها أترك أحاسيسي تتناثر لتملك كل الذي يشبهها في محيطها 
ففيها وفيها فقط أشعر بروحي تهيم حولي ..... متمردتاً ... نازقتاً عن زنزانة الجسد 
وكأن وجهي لم يعد خجلاً .... ولم يعد يصارع باحثاً عن مخبأ 
فكل الكون من حوله كمثلهُ كئيباً .... فينطلق في أرجاء تلك الايام الغائمة يضرب في فجاجها وكأنه يعيش حرية الانتماء .... 
وأشعر بفؤادي ينبض بهدوء وكأنه موجٌ يخيل إليك أنه يتحرك 
ولكن أشعر أنه لا يتواري خلف صدري ولا أنه ينبض بهدوء سعياً للموات 
بل فقط يفعل ذلك لان كل ما حوله هادئ مثله فهو يحترم الهدوء ويبجله بل ويحاكية ويقلده 
حتي هواء تلك الايام الباردة ...ذاك الذي يثير في داخلي رجفةٌ قاسية 
  ولكم أستلذ رجفته الباكية  
وكأني ماسوشياً يستلذ الآلم , إلا أنه يكن ألماً حلواً لا أستشعر فيه الأه ولا أتذوق فيه مجمل الوجع 
ربما لأني ومن داخلي كائنٌ هادئٌ حد البرود ولذا لا يجد في رجفة البرد معني الآلم 
إلا أني أدرك أن عشقي للأيام الغائمة نابعٌ من محاكاتها لظلمة روحي البائسة 
وبكائي عند سقوط المطر ليس بكاءاً لسقوط المطر بل هو سقوط المطر لبكاءي وكأن الطبيعة هي التي تحاكي ذاتي ...... وكأنها تتشبهني ........ وكأنها تقلدني 
هذا أنا ........ تحاكيني الطبيعة فينةٌ 
وأحاكيها أنا فينةٌ أخري 

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

ذكري من أبي

اذكر ان ابي كان يضربني لاسباب عديدة
وفي معظم الاوقات كان يصيبني بجروح عميقة
ولكن يبقي في ذاكرتي سبب واحد كنتُ غالبا ما انزف في كل مره يضربني لهُ
ألا وهو أني لم أكن أعجبه
أعلم أنه سبب واهي وغير واضح المعالم
بل أني لم أكن افهمه أصلاً
ماذا يعني بأني لا أعجبه ؟!!
......... ربما لهذا السبب نشأت فتي معقد يحلم أحلام غريبة بأنه خارج جسده
وتراوده خيالات كثيرة عن انسلاخ روحه ..........

أصبحتُ فتي يدعي التكبر والغرور إلا أنه في الواقع لا يشعر بأدني ثقة في النفس
بل هو مصابٌ بهاجس من كراهية النفس
هاجس غريب يوحي له كثيراً بطرق عديدة للانتحار
في بعض الاوقات تأتيني علي هيئة خواطر في مجملها هي السعي لتحرير الروح من سجن الجسد
ومنح الجمال من بعد السمج
هكذا أنا نشأت كائن غير طبيعي في دنيا في أصلها تدعي شئ يسمي الطبيعية مبني علي أساس الاتفاق والتشابه ....( بلي الاتقاق وليس حتي التوافق )..... ولكنها لا تدرك أن ما من شئ فيها متشابه ولا شئ فيها متفق بل ان حتي التوافق الذي ترفضه لا يسكن فيها زواياها
فعجبي علي الدنيا وعجبي علي ذاتي
في المجتمع المثلي اتفقد اخلاقياتي بعد أن أصافح كل مثلي خشية كساد بعضها أو ضياع البعض الاخر 

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

أخشي

بدأت أفكر 
هل قبولي المطلق لذاتي كمثلي من منطلق حرية الذات وملكية الجسد سيجبرني يوماً ما علي قبول أشياء أخري مثل :
السادية 
والماسوشية
والبهيمية 
والغلمانية
والفيتشية
وانحرافية التلصص 
والتحول الزيي
واللذة الرمية 
والنيكروفليا 
والجيرونتو
أخشي أن تحولي الفلسفي في الفترة الوجيزة الماضية اصابني بكثير من التشوش والقلق حول ماهية ما سيؤول إليه الشكل الاخير لفلسفتي العقائدية الفكرية كناضج ثابت القيم والمبادئ 
والخوف والتشكك في مدي صحتها واستقامتها